طرف بنانها حفظًا، وقرأتْ علي: "مشكاة المصابيح"، و"مشارق الأنوار"، و"بلوغ المرام" في علم الحديث، وكتبت بيدها الشريفة: كتاب "تقوية الإيمان"، و"ضمان الفردوس"، ونظرت في رسائل ومسائل من فقه السنة المطهرة، وجمعت رسالة في بعض المسائل.
وهي تصلي الصلاة بجماعة النساء في مسجد البيت، وتُكثر من الصوم، والذكر، وقراءة "الحزب الأعظم"، و"حصن الحصين" - زاد الله أهل الرئاسة وذوي الدولة بأمثالها، ويرزقهم العبرة بأحوالها -.
وقد حررتُ لها ترجمة حسنة في أكثر مؤلفاتي، وأوردتُ أشعارها الفارسية في "تذكرتي"، ولها ديوان الشعر بالهندي، فمن شاء زيادة الاطلاع على محاسنها، ومكارمها ومناصب جودها وسخائها، وآثارها الحسنة المتزايدة كل حين من عمارة المساجد، والمدارس، والحدائق، والآبار، وجمع الفضلاء وأهل الآثار، فليرجع إليها، وهي إلى حال تحرير هذه الأحرف - حفظها الله - على حالتها الجميلة، ولها من حسن الخَلق والخُلق، ولطف الطبع، وكرم الشيم، ورفعة الهمة، ومحاضرة الجواب والشجاعة، والود للعلماء العاملين بالكتاب والسنة، وفصاحة اللسان، وقوة الجَنان، وسرعةِ الإدراك ما لا يُعبر عنه وصف، ولا يأتي عليه حصر، وكم من قصائدَ فرائدَ نظمها أدباءُ الزمان وبلغاءُ العصر من بلاد شتى باللسانين العربي والفارسي، بل بالهندي أيضًا، حتى اجتمع منها مؤلف كبير.
وجاء إليها مثال "السلطان عبد الحميد خان"، ملك قسطنطينية، مع النشان (?) الرفيع من الدرجة الأولى، وفيه الثناء عليها، والشكر لها على إعانة الجرحى والمرضى في حرب الروس، وكذلك جاء إلينا ذلك النشان من الدرجة المجيدي مع المثال السلطاني.
وأما ما تختص به من المدارج العليا، الحاصلةِ لها من جهة الدولة البريطانية ومليكتِها، فهي أزيدُ وأكثرُ من أن تُستوفى، وكذلك خيراتُها وصدقاتُها على