يحفظ لسانه عن الفلتات، وجَنانه عن الخطرات، له ذهن وقال، وطبعٌ صياد، وسليقة كاملة في الشعر والإنشاد، ومؤلفات ممتعة، اشتهرت في البلدان، وسارت بها الركبان إلى أقصى المكان، منها كتاب "الجوائز والصلات من جمع الأسامي والصفات"، وهو كتاب كبير الشأن، جليل البرهان، أجمعُ ما يكون في هذا الباب، ومنها: "الطريقة المثلى في ترك التقليد واتباع ما هو الأولى"، وهما باللسان العربي المبين، ومنها: "النهج المقبول من شرائع الرسول"، وكتاب "العَرْف الجادي من جنان هَدْي الهادي"، وهما باللغة الفارسية، وتذكرة لشعراء الفرس، سماها: "نكارستان سخن"، وأخرى لشعراء الهند، سماها: "طور كليم" ويتخلص بالكليم، في القصائد والغزليات، إلى غير ذلك من المسائل والرسائل.
وعنده من كتب الأصول والزبر السلفية مقدار عظيم، له نظر فيها ممعن، ومؤلفاته دالة على علو علمه، وسعة دائرة فضله في العلوم، وهو حسن الفهم، فصيح العبارة، لطيف الإشارة، مع نجابة كاملة، وشرافة تامة، وسعادة شاملة، وحسنِ سمت، ولطفِ دَلّ، وقنوعٍ وعفاف، وكرمٍ وتقاوة زائدة، ومحاسنِ خصال، ومكارم شِيَم.
وبالجملة: فشخصه الطيب وعينه الطاهر، مفاخرُ أهل هذا البيت، علمًا وفهمًا، وجلالة وفخامة وتوددًا، مع دين متين، وورع شحيح، وحبًّ في القلوب، وفي كل حين يزداد جلالًا وعظمة في العيون، ورفعة في الناس، وخصاله الشريفة كلها محمودة، وأموره جميعُها منتَظمة حسنة، وقد زينه الله مع هذه الفضائل بما جُبل عليه من الوقار والإكبابِ على العلم والتقوى، وإيثارِ الحق على الخلق، والإعراضِ عن مناصب الدنيا، والانجماع عن الناس، وتقللٍ من زخارف هذه الدار، لا يبالي بما ظفر منها، وبما فاته عنها.
وقد أجزتُه وأخاه الصغير الآتي ذكرُه بما تجوزُ لي روايته عن مشايخي الكرام. أعلى الله مدارجَهم في دار السلام يوم القيامة، وأجازه مشايخه في الحديث وغيره أيضًا كما هو مذكور في "ثبته"، وهو الآن في الطلب - بارك الله فيه وله وعليه، ووجه ركائب الآمال والأماني إليه -.