له البسطةُ العظمى على الناس كلِّهم ... من الدين والدنيا وما شاءَ يَقْطِفُ
ودونَك من جُهْدِ المُقِلِّ تحيةٌ ... وتهنئةٌ بالشهر لا زلتَ تعرفُ
لك الأجر في ذا الشهر يبقى مضاعفٌ ... لك الضعفُ ألفًا، ثم يبقى مُضَعَّفُ
تقومُ الليالي بعدَ صومِ نهارِها ... بأكملِ وجهٍ في سرورٍ ومعرفُ
وأزكى صلاة للنبيِّ وعترةٍ ... كذا الصحبِ والأَتباعِ للدينِ يَقْتَفو
ابنُ محرر هذه السطور - حماه الله تعالى -، عالم صالح، ومحدث سني، ومحمديٌّ خالص، وصوفيٌّ طاهر، وهو نور حدقة الزمان، ونورُ حديقة الحسنِ والإحسان، وإنسانُ طرفِ الظرف، وعارضُ وَجَناتِ اللطف.
ولد سنة 1278 يوم الأربعاء، لعله أحد وعشرون من شهر الله رجب، نشأ ببلدة بهوبال المحمية، وأخذ عن جماعة من علمائها؛ كالشيخ العلامة القاضي حسين بن محسن السبعي اليماني الحديدي نزيلها، والشيخ الفهامة محمد بن عبد العزيز القاضي بها حالًا، وآخرين، وقرأ مختصرات كثيرة في العلوم الآلية، واشتغل بالحديث، فسمع وقرأ عليّ وحَصَّل، واقتصر عليه، وعلى علوم القرآن، وليس له بغير هذه العلوم إلمام، إلا ما يذكر من ميله إلى علم السلوك والعرفان، ولا مضايقة في ذلك، فالإحسان أعلى مرتبة من تطورات الإسلام والإيمان، وهو خاشع متواضع، كثير الأذكار، سليم الصدر إلى غاية، وما زال مواظبًا على الخيرات الحسان.
وله عناية تامة بالعمل بما في الأمهات الحديثية، مع طرح التقليد، له شغل بالكتاب والمطالعة والكتابة من أوان الصبا إلى عنفوان الشباب، ويقطف من رياض العلم الشريف غضَّ زهره حتى عَبَقَتْ شمائله نسمات الند، وقطرت من سلسبيل أوصافه مياهُ المجد، ألفاظُه ريحانة الأدب، ومعانيه شمامة الطرب، صيته لركائب العرفان والعلم حادي، ونور غُرَّته في ظُلَم الآراء والأهواء هادي،