وقد تقلد بعضَ المناصب، وحاز من ألطاف الدولة العلية أسنى المراتب، وله أشبال عليهم مخايل الشرافة والنجابة، وفيهم تحقق السعادة المأثورة من القرابة، أكبرهم السيدُ محمد ثابت، وقد ولد سنة 1275، والأصغر منه السيدُ علي زين العابدين، وقد ولد سنة 1277، ودونه السيد عمرُ حسام الدين، وقد ولد سنة 1287، ودونه السيد محمودُ شهاب الدين، سَمِيُّ جده الكريم، وقد ولد سنة 1289 - جعلهم الله تعالى شجرة طيبة، أصلُها ثابت في الأرض، وفرعها في السماء، وحببهم إلى قلوب عباده العلماء الأولياء -.

ومما كتبه إلينا صاحبُ الترجمة هذه ما نصُّه، ما يقول: مولانا الأمير السيد النحرير، النواب المفسر الشهير، مقتدى الأعاظم، ومن لا تأخذه في الله لومة لائم - متع الله سبحانه المسلمين بطول بقاه، وقمعَ به البدع، وأناله في الدارين مناه - في حكم الرابطة المستعملة عند أصحاب الطريقة النقشبندية - أفاض الله عزَّ شأنُه علينا من علومهم المَرْضِيَّة -، وهل لها أصلٌ قويٌّ من السنة والكتاب، أم هي اختراع واجتهاد من بعض ذوي الألباب؟ فإن كان لها أصل، فما ذلك عند أرباب العقد والحل؟ وإن لم يكن لها دليل، فهل في ذلك شركٌ أصغرُ وتضليل؟ لأنها كما هو المشهور: تصويرُ المريدِ شيخَه الغائبَ وكأنه في الحضور، وكلما ذكر الله، تصورَ صورةَ شيخه في سويداه، أم ليس في ذلك بأس لدى الأكابر، حيث قال بها جمعٌ من الأواخر؟ وهل يعارض ما استدلوا به من قصة يوسف - عليه السلام - عندما هَمَّ، ورأى يعقوبَ النبيَّ النبيل قوله - عليه السلام والصلاة: "اعبد الله كأنك تراه"، الحديث الطويل، فأميطوا عنا غبار الشك والترديد بأبين جواب، وميزوا الخطأ عن الصواب؛ فإنكم من فضله - عز وجل - من الوافين بالعهد والميثاق لتبيين الكتاب، جعلكم الله تعالى للسلفيين وكافة الموحدين حصنًا حصينًا، وأنالَكم وسائرَ العلماء مزيدَ الثواب، آمين. سنة 1198، اهـ. شعبان.

فأجبته - عافاه الله، وعن المكاره وقاه - مرتجلًا بما هذا لفظه: أما مسألة المرابطة، فلا يخفى على شريف علمكم أنها من البدع المنكرة، وقد صرح بالنهي عنها الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي إمامُ هذه الطبقة وزعيمها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015