له ثبتَ الحقُّ الصريحُ من العُلا ... وتاريخُه: حقٌّ لنعمانَ ثابتُ
قرأ القرآن الكريم، وحفظ "ألفية ابن مالك"، و"الرحبية" في الفرائض، وغيرهما من متون العلوم، وقرأ على تلامذة والده المبرور جملة من الفنون الآلية؛ كالنحو والصرف والفقه، وقرأ على أبيه المرحوم: "مغني اللبيب"، و"شرح الألفية" لابن الناظم، وكتبًا من المنطق وغيره، وقرأ بعد وفاة والده سائرَ العلوم؛ من الأصلين، والحديث، والعلوم العربية، والرياضية، وسائر الفقه، وبقية العلوم النقلية والعقلية على علماء بغداد دار السلام ومشايخ تلك البقعة ذات الاحترام، وبرع، وساد، وألف، وأفاد حتى فاق - مع كونه شابًا - الشيوخَ، وثبت له في كل علم أتمُّ الرسوخ، وصنف جملة صالحة من التصانيف. وحرر زبرًا نافعة من التآليف، منها: "إكمال حاشية القطر" لوالده العلامة، و"الشقائق"، و"رسائل في الفقه"، وله نثر ونظم يزري باللؤلؤ والنجم، وكتب في المواعظ دروسًا مفيدة، ومجالس عديدة حميدة.
وله كتاب "جلاء العينين في محاكمة الأحمدين"، وهما: 1 - العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني، 2 - والفقيه ابن حجر المكي الهيتمي، وهو كتاب جليل المقدار، مفيد الإحرار، يعز له مثيل، بل لا يلفى له بديل، وقد طبع لهذا العصر سنة 1298 الهجرية، بمحروسة مصر القاهرة العلية، في مطبعة بولاق، المشهورة في الآفاق، بعناية ذات الجود والكرم، عالية الهمم، نواب شاهجهان بيكم، حفظها الله، وسلَّم أهلَ بيت هذا العبد، عفا الله عنه، وعليه أنعم، ووالية "بهوبال" المحمية، صان الله مواليها وأهاليها عن كل آفة وبلية.
وله - عافاه الله تعالى - مراسلات ومفاوضات إليّ، هو الآن مشتغل عن منادمة الجليس، بالوعظ والتدريس.
بِوَعْظٍ قد تلينُ له قلوبٌ ... وزجرٍ قد تلينُ به الصخورُ
تفرد في الفحول بقوارع وعظه، وأذاب القلوب بزواجر لفظه، شعر:
إذا ما رقى للوعظ ذروةَ منبر ... لخطبته فالكلُّ مُصْغٍ ومُنْصِتُ
فصيحٌ عن الشرعِ الإلهيِّ ناطقٌ ... وعن كلِّ مذمومٍ من القولِ صامتُ