ولله در العلامة عبد الله بن عمر الخليل حيث يقول في قصيدته:
سلامٌ على صنعاءَ التي فاحَ نَشْرُها ... ولاحَ سناها في النُّجود وأَتْهَما
بلادٌ بناها قيل شيث بنُ آدم ... وقَوَّمَ معناها لها فَتَقَوَّما
قال في "النفس اليماني": وفد إلى مدينة زبيد سنة 1206، وكان من العلماء العاملين، ومن المتفننين في سائر العلوم، أخذ عن عدة من علماء عصره، منهم: الشيخ إبراهيم الرئيس، والشيخ محمد مراد، والشيخ عطاء المصري، والشيخ محمد الجوهري، والشيخ محمد الكردي، وغيرهم، ثم أقبل على علم التصوف، وكان جل اشتغاله بـ "إحياء علوم الدين" درسًا وتدريسًا، وصار يدعو الناس إلى الاشتغال به، ويعظم شأنه، ويكثر من ذكر فوائده، وأن من أقلها أن ينكشف للمشتغل به المقبل عليه عيوبُ نفسه ونقصُها وتقصيرُها، ويكون ذلك - بعد توفيق الله سبحانه - عاصمًا له عن الغرور.
يا ربِّ! إنَّ العبدَ يُخفي عيبَهُ ... فاسترْ بحلمِك ما بدا من عيبِهِ
ولقد أتاكَ وما لهُ من شافِعٍ ... لذنوبِهِ فاقبلْ شفاعةَ شَيْبِهِ
ولقد سبق بالوصية بمطالعة "إحياء علوم الدين" جماعة من أهل العلم، حتى إن بعض علماء المغاربة ألف كتابًا حافلًا في فضائل "الإحياء"، ومما يحكى: أن رجلًا من المشتغلين به اطلع على كتاب "تنبيه الأحياء على أغاليط الإحياء"، فأقبل على مطالعته، فما أتمه إلا وقد ذهب بصره، فأكثر من البكاء والتضرع إلى الله - عز وجل -، وعرف من أين أُتي، فتاب إلى الله - عز وجل -، فرد عليه بصره، انتهى.
قال العبد الضعيف - عفا الله عنه -: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكلامه في "الإحياء" غالبه جيد، لكن فيه أربع مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة الترهات الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة. وبينه وبين ابن عقيل قدر مشترك من جهة تناقض المقالات المصنفات، انتهى. قال الشيخ حسين بن عبد الله الحضرمي في حق "الإحياء": يُداوى به من سموم الغفلة، ويوقظ علماء