الإمام المشهورُ في علم النحو واللغة، والرواية والدراية.
كان علامة عصره، وحافظَ وقته، ونادرة دهره، اطلَّع على أكثر كلام العرب، وله كتاب على "كتاب الصحاح" للجوهري، وحواش فائقة، أتى فيها بالغرائب، واستدرك عليه فيها مواضع كثيرة، وهي دالة على سَعَة علمه، وغزارةِ مادته، وعظم اطلاعه، وصحبه خلقٌ كثير اشتغلوا عليه، وانتفعوا به.
قال ابن خِلَّكان: ولقيتُ بمصرَ جماعةَ من أصحابه، وأخذت عنهم روايةً وإجازةً، ويحكى أنه كانت فيه غَفلة، ولا يتكلَّف في كلامه، ولا يتقيد بالإعراب، بل يسترسل في حديثه كيف ما اتفق، حتى قال يومًا لبعض تلامذته ممن يشتغل عليه بالنحو: اشترِ لي قليل هندبا بعروقو، فقال له التلميذ: هندبا بعروقه؟ فعزَّ عليه كلامُه، وقال: لا تأخذه إلا بعروقو، وإن لم يكن بعروقو، فما أُريده، وكانت له ألفاظ من هذا الجنس لا يكترث بما يقوله، ولا يتوقف على إعرابها، وله جزء لطيف في أغاليط الفقهاء.
كانت ولادته بمصر سنة تسع وتسعين وأربع مئة، وتوفي سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة. وبَرّي - بالفتح وتشديد الراء -: اسم علم يشبه النسبة.
لم يكن بالشام أعلمُ منه، قيل: إنه أجاب في سبعين ألف مسألة.
وكان يسكن بيروت، سمع من الزهري، وعطاء، وروى عنه الثوري، وأخذ عنه عبد الله بن المبارك وجماعة كثيرة.
كانت ولادته ببعلبك سنة 88 للهجرة، وقيل: سنة 93، وكان فوقَ الربعة، خفيفَ اللحية، به سمرة، وكان يخضب بالحناء.
توفي سنة 157 بمدينة بيروت، وأهل القرية لا يعرفونه، ويقولون: ها هنا