وكان أثريًا على مذهب السلف، متبعًا للدليل، طارحًا للقال والقيل، ذكر في "النفس اليماني"، وأثنى عليه بمحاسن المباني.
أَلْمَعِيٌّ يَرى بأولِ رأي ... آخرَ الأمرِ من وراءِ المغيبِ
لَوْذعِيٌّ له فؤادٌ ذَكِيٌّ ... ما لَه في ذكائه من ضَريبِ
لا يروي ولا يقلِّبُ كَفًّا ... وأَكُفُّ الرجالِ في تَقليبِ
كان من أعيان العلماء، والجهابذة النبلاء، له إجازة من العلامة عبد الخالق المزجاجي، قرأ عليه من الحديث كثيرًا، منها "سنن الترمذي" من أوله إلى آخره. ولازم السنة، وأخذ في الحديث عن أحمد قاطن، وله كتب ورسائل في علوم عديدة. وبالجملة: فهو حقيق بقول الشاعر:
لقدْ حَسُنَتْ بِكَ الأيامُ حَتَّى ... كأنَّكَ في فَمِ الدهرِ ابتسامُ
سيد ساد بفنون العلوم، وتدقيق منطوقها والمفهوم، وصار غرة زاهرة في جبين المعالي، وحسنةً من حسنات الأيام والليالي، وقع الاتفاق على كمال فضله بين أهل العرفان، وأنه ليس له في خاصيته التي هو يتميز بها ثان.
وَأَرى الخلقَ مُجْمِعينَ على فَضْـ ... ـلِكَ من كلِّ سَيِّدٍ ومَسودِ
عرفَ العارفونَ فضلَكَ بالـ .... ـعِلْمِ وقالَ الجُهَّالُ بالتقليدِ
جدَّ واجتهدَ في الترقي إلى اكتساب المعالي، وسهرَ في تحصيل مقصده الأسنى الليالي. أخذ العلومَ من عدة مشايخ، منهم: السيد سليمان الأهدل، وتميز بالكمال في الملكات الثلاث: ملكة الاستحصال، وملكة الحصول، وملكة الاستنباط، أخذ التفسير، والحديث، والفقه والتصوف، والآلات والأصول.