أحمد الأشبولي، والشيخ عطاء الله المصري، وذلك في سنة 1184.
وكان يلقب بأبي السرور، وغلب عليه الحديثُ والعملُ به، وله ديوان شعر، وكانت كتبه في الشفاعات وقضاء حوائج الناس لا تُرَدُّ، وله في ذلك رسائلُ مشتملة على آيات قرآنية، وأدلة حديثية، توفي - رح - سنة 1190، ومناقبُه لا تدخل تحت دائرة الحصر، وكان بينه وبين السيد سليمان بن يحيى أُخوةٌ إيمانية، ومحبة أكيدة صادقة. شعر:
محبةٌ ما عرفت الدهر سلوتها ... تجري مع الروح أو تجري مع النَّفَسِ
وما لها آخرٌ لكنَّ أولَها ... تعارفٌ صادقٌ في حضرةِ القُدُسِ
أَشْهى إلى النفسِ من أَمْنٍ على وَجَلٍ ... أَوْ من مَجال الكَرى في الأَعْيُنِ النُّعُسِ
من عالَمِ الذرِّ ناجاني البشيرُ بها ... أهلًا بمنشئِها طهرًا من الدَّنَسِ
روى يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "الأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تعارفَ منها ائتلفَ، وما تَناكَرَ منها اختلفَ"، ولله در القائل شعر:
وقلتُ أَخ! قالوا أَخٌ من قرابةٍ ... فقلتُ لهم إنَّ الشكولَ أقاربُ
نسيبي في رائي وعزمي وهمتي ... وإنْ فَرَّقَتْنا في الأصولِ المناسبُ
نِيطَتْ تَمائِمُهُ عليهِ بمنزلٍ ... سامٍ بأهليهِ على الأبراجِ
أهلُ الشمائلِ والفضائلِ والعُلا ... سُرْجُ الهدايةِ هُمْ بَنو المِزْجاجِي
مناقبه مشهورة تغني عن الإطناب، وفضائله مأثورة لا تحتاج إلى الإسهاب، من جملة مشايخه السيدُ العلامة أحمدُ بنُ محمد مقبول الأهدل، سمع عليه بقراءة غيره جميعَ "صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، و"كتب النووي الحديثية" و"بهجة المحافل"، و"الشفاء" للقاضي عياض.