وشموس آفاقها بلا انتقاد، دارت على رؤوسهم رحى التدريس، وبذل طالبهم كل نفيس، منهم: العلامة أحمد بن محمد مقبول الأهدل، والشيخ يحيى بن أحمد الحكمي.
وأما زهده وكرمه وإحسانه، وصلابته في الدين، وصلاحه وكراماته وورعه، فحدِّثْ عن البحر ولا حَرَج، وكان يحسده جماعة من أقرانه ممن له تعلقٌ بالعلم، فسُلبت منه هيبة العلم وأبهته، وليس له منه إلا المسمى، وبعضهم لم يبق له من العلم إلا الرسوم، واستخف به الناس، وله مصنفات كثيرة، منها "القول السديد فيما أحدث من العمارة بجامع زبيد"، قرظ عليه علماء مكة وغيرهم، وأنكر عليه الخصوم، ولكن:
إذا رَضِيَتْ عني كِرامٌ عشيرتي ... فلا زالَ غضبانًا عليَّ لِئامُها
ولله در القائل:
جزَى الله عَنَّا الحاسدينَ فإنَّهم ... قد استوجَبوا مِنَّا على فعلِهم شُكْرا
أذاعوا لنا ذَمًّا، فأَفشَوا مكارِمًا ... وقد قَصَدُوا ذَمًّا، فصارَ لنا فَخْرا
قرأ على أبيه، وأجازه، ومشايخه من أهل اليمن والحرمين ومصر والشام وغيرهم جم واسع، منهم: أحمد بن محمد مقبول الأهدل، والشيخ العلامة عبد الخالق المزجاجي، والشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي، والسيد عبد الرحمن باعلوي، كتب له إجازة حافلة نثرًا ونظمًا أكثرَ من مئة بيت، ومنهم: الشيخ الحافظ محمد حياة السندي، والحافظ محمد بن الطيب المغربي، والشيخ محمد بن سنبل مفتي الشافعية، والسيد جعفر حسن البرزنجي، والسيد الصوفي عبد الله ميرغني، ذكرهم في رحلته المسماة بوشي حبر السمر في شيء من أحوال السفر، ومنهم: مسند الشام الإمامُ الكبير محمد بن أحمد السفاريني، والشيخ عبد الغني النابلسي، وكان أثريَّ المذهب، سلفيَّ المشرب، قارئًا للحديث، ومُسْمِعًا له، وعاملًا به - رحمه الله تعالى -.