وفي هذا المعنى:
ورثناهنَّ عن آباءِ صدقٍ ... ونورثها إذا متنا بَنينا
قال الفتح بن خاقان: شيخ العلم وحاملُ لوائه، وحافظُ حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وكوكبُ سمائه، شرح الله بحفظه صدرَه، وأطال به عمره، مع كونه في كل علم وافر النصيب، مباشرًا بالمعلَّى والرقيب.
رحل إلى المشرق لأداء الفرض، لابسًا بُرْدَاً من العمر الغض، فروى وقَيَّد، ولقي العلماء وأسند، وأبقى تلك المآثر وخلد، وما برح يَتَسَنَّم كواهلَ المعارف وغواربَها، ويقيد شواردَ المعاني وغرائبها، ومن شعره:
كنْ بذئبٍ صائدٍ مستأنِسًا ... وإذا أبصرْتَ إنسانًا فَفِر
إنَّما الإنسانُ بحرٌ ما لَهُ ... ساحلٌ فاحذَرْهُ إياكَ الغَرَرْ
واجعلِ الناسَ كشخصٍ واحدٍ ... ثُمَّ كنْ من ذلك الشخصِ حَذِرْ
وله - رح -:
أَيُّها المطرودُ من باب الرِّضا ... كَمْ يراكَ اللهُ تلهو مُعْرِضا
كَمْ إلى كَمْ أنتَ في جهلِ الصِّبا ... قَدْ مضى عمرُ الصِّبا وانقرَضا
قمْ إذا الليلُ دَجَتْ ظلمتُهُ ... واستلذَّ الجفنَ أن يَغْتَمِضا
فضعِ الخدَّ على (?) الأرض ونُحْ ... واقرعِ السنَّ على ما قَدْ مضى
قال الشهاب الخفاجي في "ريحانة الألباء": سماءُ فضلٍ بإطلاع نجوم الكمال معروف، وشموسُ معارفه لا يعتريها كُسوف، ورياضُ علمه أنيقة، ودوحةُ مجده وَريفة الظلِّ وَريقة، ولم يزل متقلدًا بصارم القضا، قانعًا من معشوقته الدنيا بحالتي الصدِّ والرضا. قال: وله شعر وسط، ونثر غريب النمط.
قال: مسالةٌ سُئلت عنها في حال تحريري هذه الريحانة، وهي أنه منع بعض