كان عالمًا كبيرًا. ولد تقريبًا بعد سنة 1170، قال في "البدر الطالع": صار لمزيد ذكائه وحسن حفظه وقوة إدراكه من العلماء الأعلام، ثم لما استولى أهل نجد على بلاد أبي عريش، ودخل الشريف حمود في طاعتهم، صار هذا عنده هو المرجوع إليه في الأمور الشرعية، وكان حمود يطيعه، ويأتم به، ولا يخالفه، ثم ارتفعت درجته حتى صار يقود الجيوش، ويتولى الحروب، ويقيم الحدود مستقلاً، وحمل الناس على العمل بالسنة، ومنعهم عن التدريس في فقه المذاهب بأسرها، فعظم ذلك على المقلَّدَة، ولم يزل على هذه الطريقة حتى قُتل في المعركة في سنة 1234 - رحمه الله تعالى -.
من علماء القرن الثاني عشر، حصل العلم بصنعاء، قال في "البدر الطالع": برع في علم الحديث، وشارك في غيره من الفنون مشاركة قوية، ونشر العلم، وأتعب نفسه في الإرشاد إلى الحق من العمل بالدليل، وأقبل إليه الخاص والعام، وأخذوا عنه، وتخلقوا بأخلاقه، ومشوا على طريقته، وكان لا يمل من ذلك في جميع الأوقات، فظهرت بركته، وعَمَّ النفعُ به؛ فإنه سكن في صنعاء، فصار له أتباع لا يعملون إلا بالأدلة، وكان مقبولَ الكلمة عند الإمام المهدي، مع قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، انتهى ملخصًا.
من كبار علماء الديار اليمنية، ذكر له في "البدر الطالع" ترجمة حسنة طويلة، وقال: له كمال الشغلة والعناية بعلم الحديث والتفسير، يعمل بما تقتضيه الأدلة، ولا يبالي بما عدا ذلك، ولديه من الكتب النفيسة [ما] لا يوجد عند غيره، وبيني وبينه من خالص الوداد ما لا أقدر على التعبير عن بعضه، والحاصل: أنه للدولة جمال، ولأهل العلم جلال، وللفقراء ذخيرة إفضال، توفي - رح - في سنة 1245, انتهى.