يسندها إلى المنامات تارة، وإلى بعض الشيوخ أخرى، وغالبُ الناس يعتقد أنه يقصد بذلك التستر، مات في سنة 808، ومن نظمه - رحمه الله -:
بمكارم الأخلاق كُنْ مُتَخَلِّقًا ... ليفوحَ نَدُّ شذائِكَ العَطِرِ النَّدِي
واصدُقْ صديقكَ إنْ صدقتَ صداقةً ... وادفعْ عدوَّك بالتي، فإذا الذي
قال في "البدر الطالع": ولد في سنة 777، أتقن فن الحديث، واشتهر به حتى صار المشار إليه فيه ببلده وما حوله، واستفاد منه الناس، وصنف التصانيف، وقد قام عليه العلاء البخاري، لكونه صنف "الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية أنه - شيخ الإسلام - كافر"، وكان ذلك كالرد على العلاء البخاري، لكونه كان من أعظم المنكرين على ابن تيمية، ثم جاوز في ذلك الحد حتى أفتى بكفر ابن تيمية - صانه الله عن ذلك -، واتفقت بسبب ذلك حوادث شنيعة. وبالجملة: فكان صاحب الترجمة إمامًا حافظًا مفيدًا للطلبة، وقد أثنى عليه جماعة من معاصريه؛ كابن حجر، والبرهان الحلبي، والمقريزي، ومات في ربيع الثاني سنة 842. ومن نظمه - رحمه الله تعالى -:
لعبتُ بالشطرنجِ مَعْ شادِنِ ... رِمى بقلبي من سناهُ سِهامْ
وجدتُ شاماتٍ على خَدِّه ... فَمِتُّ من وجدي به والسلامْ
قال في "البدر الطالع": برع في جميع العلوم، وفاق الأقران، لا كما قال السخاوي: إنه ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء، وأنه ما أتقن فنًا، قال: وتصانيفه شاهدة بما قلته.
قلت: بل تصانيفه شاهدة بخلاف ما قال، وإنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف، ولكن هذا من كلام الأقران في بعضهم بعضًا بما يخالف الإنصاف؛ لما يجري بينهم من المناقشات تارة على العلم، وتارة على الدنيا، وقد