أن أعرف انتسابه - أعجبُ من ذلك؛ لكونه على غير مذهبهم، فلما وقفت على نسبه، علمت أنه استروح إلى ذكر مناقب سلفه. ووُجد بخطه أن تصانيفه زادت على مئتي مجلد.
وكان متبحرًا في التاريخ على اختلاف أنواعه، ومؤلفاته تشهد له بذلك - كان جحده السخاوي - فذلك دأبه في غالب أعيان معاصريه، مات في سنة 845، انتهى.
ولد في سنة 645، وتوفي في سنة 710.
وكان قد ندب لمناظرة ابن تيمية، فسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك، فقال: رأيت شيخًا تتقاطر فروع الشافعية من لحيته، هكذا ذكر ابن حجر في "الدرر الكامنة"، وندبُ مثلِ صاحب الترجمة لمناظرة ابن تيمية لا يفعله إلا من لا يفهم ولا يدري مقادير العلماء؛ فابن تيمية هو ذاك الإمام المتبحر في جميع المعارف على اختلاف أنواعها، وأين يقع صاحبُ الترجمة منه؟ وماذا عساه يفعل في مناظرته؟ اللهم، إلا أن تكون المناظرة بينهما في فقه الشافعية، فصاحبُ الترجمة أهلٌ للمناظرة، وأما فيما عدا ذلك، فلا يقابل ابن تيمية بمثله إلا من لا يفهم، ولعل النادب له بعضُ أولئك الأمراء الذين كانوا يشتغلون بما لا يعنيهم من أمر العلماء؛ كسالار، وبيبرس، وأضرابهما، ولا ريب أن صاحب الترجمة غير مدفوع عن تقدمه في معرفة فقه الشافعية، ولكن لا مدخل للمناظرة بين مجتهد ومقلد، انتهى.
ولد في صفر سنة 751، وهو مصنف "فصول البدائع في أصول الشرائع"، جمع فيه "المنار"، و"اليزدوي"، و"محصل الإمام الرازي"، و"مختصر ابن الحاجب"، وغير ذلك، وأقام في عمله ثلاثين سنة، وهو من أجلِّ الكتب