عرف بالداني؛ لسكناه دانية. ولد سنة 371. رحل إلى المشرق، ومكث بالقيروان، ودخل مصر، وحج ورجع إلى الأندلس، وقرأ بالروايات بقرطبة، وسمع من البزار وغيرِ واحد؛ كالقابسي، وتلا عليه خلق، وحدث عنه جمع كثير، لم يكن في عصره ولا بعده مَنْ يدانيه في حفظه وتحقيقه.
وكان أحدَ الأئمة في علم القرآن والحديث، وله معرفة بطرق الحديث وإعرابه وأسماء رجاله، وكان حسنَ الخط والضبط والذكاء واليقين، وكان دَيَّنًا فاضلاً ورعًا سُنيًا، وقال بعضهم: كان مجابَ الدعوة، مالكيَّ المذهب، له مئة وعشرون مصنفًا.
وكانت وفاته سنة 444 - رحمه الله تعالى رحمة واسعة -.
من أهل ميورقة من بلاد الأندلس، سكن بغداد، وسمع بها من ابن خيرون، والحميدي، وجماعة، ولم يزل يسمع إلى حين وفاته، وكتب بخطه كثيرًا، وجمع وخرَّج.
وكان صحيح العقل، معتمَدَ الضبط، وكفاه فخرًا وشرفًا أن روى عنه الحافظ السِّلفي، وابنُ ناصر، وكان فهامة علامة، ذا معرفة بالحديث، متعففًا مع فقره، وكان يذهب إلى أن المناولة والعرض كالسماع، قال السلفي: إنه من أعيان علماء الإسلام بمدينة السلام، وكان داودي المذهب، وقد كتبَ عني وكتبت عنه، وسمعنا معًا على كثير من شيوخ بغداد، وقال ابن عساكر: كان أحفظَ شيخٍ لقيته، توفي سنة 524.
سمع بمصر من: ابن الورد، وابن السكن، وابن رشيق، وبمكة: من الآجري، وكان حافظًا فاضلاً.