حدَّث ومات سنة 392، ومولده سنة 322 - رحمه الله تعالى رحمة كاملة واسعة -.
كانت آدابه كثيرة حج غير مرة، ورابط ببلاد المغرب، وكان حسنَ الصوت بالقرآن، سمع الحديث بمصر من الجماعة وبمكة. صحب الفقراء، وطاف بالشام، وغزا غزوات، وتعرض للجهاد، وحَرَّض عليه، ذكر أنه صلى بمصر الضحى اثنتي عشرة ركعة، ثم نام، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إن مالكًا والليث اختلفا في الضحى، فمالك يقول: ثنتا عشرة ركعة، والليث يقول: ثمانية، فضرب عليه بين وركيه! وقال: رأي مالك هو الصواب، ثلاث مرات. قال: وكان في وركي وجع، فمن تلك الليلة زال عني. وكان له براهين من نور، يضيء عليه إذا صلى ونحوه، وأنشد شعر:
سجنُ اللسانِ هو السلامةُ للفتى ... من كلِّ لازمةٍ لها استئصالُ
إنَّ اللسانَ إذا حَلَلْتَ عِقالَه ... ألقاكَ في شنعاءَ ليس تُقالُ
توفي سنة 344. رح.
من أهل دانية سمع من ابن عبد البر، ولقي أبا الحسن الحصري، وقال أنشدني لنفسه:
يموتُ مَنْ في الأنام طُرًّا ... مِنْ طَيِّبٍ كانَ ومن خَبيثِ
فَمُستريحٌ ومُستَراحٌ ... منه، كما جاءَ في الحديثِ
وكان شديد الوسوسة في الوضوء، ذكره ابن عساكر، حج، فقدم دمشق سنة 504، رح.
روى عن الصدفي، ورحل حاجًا، فسمع بمكة وبالإسكندرية، وحدث في غير ما بلدٍ؛ لتجوله. وكان فقيهًا ظاهريًا، عارفًا بالحديث وأسماء الرجال، غلب