سمع من النسائي، والبزار، وابن الجارود، واعتنى بجمع الحديث واللغة - هو وأبوه -، وألف في شرح الحديث كتابًا سماه: "الدلائل" بلغ فيه الغاية في الإتقان، ومات قبل إكماله، فأكمله ابنه ثابت بعده، وكان متقدمًا في معرفة الحديث والنحو والشعر، وكان مع ذلك ورعًا ناسكًا، وكان مجاب الدعوة، توفي السنة 303 الهجرية.
إمام أهل قرطبة، وجدُّه مولى الوليد بن عبد الملك. سمع بمصر من المزني، والبرقي، وابن المنذر، وغيرهم.
قال المَقَّري: وكان يذهب مذهب الحجة والنظر وترك التقليد، قال له ابنه - محمد بن القاسم -: يا أبت! أوصني، قال: أوصيك بكتاب الله، فلا تنس حظك منه، واقرأ منه كل يوم جزءًا، واجعل ذلك واجبًا عليك، وإن أردت أن تأخذ من هذا الأمر بحظ - يعني: الفقه -، فعليك برأي الشافعي؛ فإني رأيته أقل خطأ، قال الفرضي: لم يكن بالأندلس مثله في حسن النظر والبصر بالحجة، توفي سنة 278.
من أهل وادي الحجارة قال ابن الفرضي: سمع من ابن وضاح، والخشني، ورحل إلى المشرق، وسمع بصنعاء ومكة وبغداد، ولقي جماعة من أصحاب الإمام أحمد، وكان إمامًا في الحديث، عالمًا حافظًا للعلل، بصيرًا بالطرق، ولم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه، وهو ضابط متقن، حسن التوجه للحديث، صدوق، لم يذهب مذهب مالك، روى عنه ابن أيمن، وابن أصبغ، قال خالد بن سعيد: لو كان الصدق لسانًا، لكان ابن حيون، توفي سنة 305.
من أهل طُلَيْطلة، سمع بمصر وغيرها من جماعة، وحدث عن جماعة من المحدثين كثيرة.