وكان من قضاة العدل، مصممًا الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، وهو الذي حكم على ابن تيمية بمنعه من الفتيا بمسائل الطلاق وغيرها مما يخالف المذهب، وقد حدث وسمع منه جماعة، توفي سنة 726، ودفن بالبقيع، ذكر ذلك ابن رجب.
قلت: وفتواه بمسألة الطلاق معتمدة على الأدلة النيرة الصحيحة، ليس فيها شيء يخالف المذهب الحق، وما تعقب به ابن رجب على شيخ الإسلام في بعض أقواله، فقد أجاب عليه صاحبنا السيد العلامة خير الدين البغدادي نعمان آلوسي زاده، - حماه الله تعالى - في كتابه "جلاء العينين في محاكمة الأحمدين".
ولد في سنة 666. سمع من ابن علان، والصيرفي، وابن أبي الخير، وخلقٍ من هذه الطبقة، وسمع "المسند"، و"الصحيحين"، وكتب السنن، وتفقه وبرع، وأفتى في الفرائض والحساب والهيئة، وله مشاركة قوية في الحديث، وكان كثير العبادة والمراقبة والخوف من الله تعالى، ذا كرامات وكشوف، وحجَّ مرات متعددة، وكان له يد طولى في معرفة تراجم السلف ووفياتهم، وحُبس مع أخيه في الديار المصرية مدة، وقد استدعي غير مرة إلى المناظرة، فناظر وأفحم الخصوم. وذكره الذهبي في "معجمه المختص"، فقال: كان بصيرًا بكثير من علل الحديث ورجاله، فصيحَ العبارة، عارفًا بالعربية، وقال غيره: له مشاركة جيدة في الحديث، توفي - رح - سنة 627، صلى عليه أخوه ابن تيمية، وزين الدين - وهما محبوسان بالقلعة - وخلقٌ معهما من داخل القلعة، وكان التكبير يبلغهم، وكثر البكاء تلك الساعة، وكان وقتًا مشهودًا، ثم صُلِّي عليه مرة ثالثة ورابعة، وحُمل على الرؤوس والأصابع إلى مقابر الصوفية، وحضر جنازته جمع كثير، وعالم عظيم، وكثر الثناء والتأسف عليه - رحمه الله تعالى -.
ولد سنة 634، وقيل غير ذلك.