سمع "صحيح مسلم"، وأجاز له جماعة كثيرة، وسمع "المسند" من جماعة، وشارك في العلوم، وصار مسنِدَ أهلِ العراق في وقته، وحدث بالكثير. قال الشيخ صفي الدين: شيخ جليل، كثيرُ المسموعات، توفي سنة 728، وشيعه خلق كثير.
ولد سنة 645، أو سنة 646، سمع الكثير من ابن البخاري وغيره، وسمع "المسند"، والكتب الكبار، وبرع في الفقه، وله معرفة بالحديث والأصول، وتصدَّى للاشتغال والفتوى مدة طويلة. قال الطوفي: كان عالمًا بالفقه والحديث وأصول الفقه والفرائض. وقال الذهبي: كان شيخ الحنابلة وكان حافظًا لأحاديث الأحكام.
قال ابن رجب: وكان سريع الدمعة، ولا يَذكر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في درسه إلا ودموعه جارية، ولا سيما إن ذكرَ شيئًا من الرقاق وأحاديث الوعيد، قرأ عليه عامةُ شيوخنا ومن قبلهم، توفي سنة 729. وقد رأيت له جزءًا فيه مسألتان - قيل: إنهما من كلامه - إحداهما: في طلاق الغضبان، وأنه لا يقع، والثانية: في مسألة الظفر، ونصر جواز الأكل مطلقًا، قال: والظاهر من حاله وورعه وشدة تمسكه يشهد بعدم صحة ذلك، والله أعلم.
ولد سنة 685. وعني بالحديث وارتحل فيه مرات، وكتب العالي والنازل، وهلم جرًا، وخرج لغير واحد من الشيوخ، وأفاد وتفقه وأفتى، وفسر بعض القرآن، وحدَّث، سمع منه الذهبي وجماعة، حجَّ مرات، وأقام بمكة أشهرًا، وله مواعيد كثيرة لقراءة الحديث والرقائق، ولما حبس الجماعة الذين كتبوا على مسألة الزيارة - موافقة للشيخ تقي الدين بن تيمية - لم يتعرضوا إليه هيبة له واحترامًا، وحبس سائرهم وأوذوا، وله شعر كثير جيد، لعله ديوان تام. قال القاضي برهان الدين الزرعي: هو إمامنا، لو أمكنني الرحلة إليه، لرحلت إليه،