ولد سنة 652. سمع بمصر من جماعة، وبدمشق من خلق من هذه الطبقة؛ وعني بالحديث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير، وخرَّج لجماعة من الشيوخ معاجم، وصنف "شرح سنن أبي داود"، وخرَّج لنفسه أمالي، وتكلم فيها على الحديث ورجاله، وعلى التراجم، فاحسن وشفى، وكلامه في الحديث أجودُ من كلامه في الفقه؛ فإنه كان أجودَ فنونه؛ وكان يكتب خطًا حسنًا؛ وحجَّ غير مرة، ودرَّس، وكان سُنيًا أثريًا متمسكًا بالحديث.
قال الذهبي: كان عالمًا بالحديث وفنونه، حسنَ الكلام عليه، وعلى الأسماع، روى عنه أبو الحجاج المزي، وأبو محمد البرزالي، وذكره الذهبي أيضًا في "طبقات الحفاظ". قال ابن رجب: روى عنه جماعة من شيوخنا. توفي سنة 711.
ولد سنة بضع وسبعين وست مئة، وبرع في العلوم، وسمع الحديث، وسافر إلى الصعيد، ولقي بها جماعة، وحج وجاور الحرمين الشريفين، وسمع بهما.
له تصانيف، منها: "دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة"، ولم يكن له يد فيه؛ وفي كلامه تخبيط كثير، له قصائد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومدح الإمام أحمد؛ وكان مع ذلك كله شيعيًا منحرفًا في الاعتقاد عن السنة، حتى إنه قال: في نفسه حنبلي رافضي أشعري هذه إحدى العبر، وصنف كتابًا سماه: "العذاب الواصب على أرواح النواصب"، ومن دسائسه الخبيثة أنه قال في "شرح الأربعين" للنووي: اعلم أن من أسباب الخلاف الواقع بين العلماء تعارضَ الروايات والنصوص، وبعضُ الناس يزعم أن السبب في ذلك عمر بن الخطاب، وذلك أن الصحابة استأذنوه في تدوين السنة من ذلك الزمان، فمنعهم ذلك، وقال: لا أكتب مع القرآن غيرَه، مع علمه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اكتبوا لأبي شاه"