بخطه، وجمع، وصنف، وعلق فوائد وغرائب حسنة، وأفتى وناظر ودرس.
وله مناقب جمة، منها: قيام الليل في معظم عمره، كان يقوم في وقت يعجز الشاب عن ملازمته، وهو جوف الليل، ومنها: التعصب في السنة، والمغالاة فيها، وقمع أهل البدعة، ومجانبتهم ومنابذتهم، ومنها: قول الحق، وإنكار المنكر على من كان، ولم يكن عنده من المداهنة والمراءاة شيء أصلاً، يقول الحق ويصدع به، حدَّث بجامع الترمذي وأشياء كثيرة. توفي سنة 678، قال اليونيني: كانت جنازته حافلة مشهودة جدًا.
سمع وتفقه ومهر في المذهب، وعُني بالسنة، وجمع منها، وناظر الخصوم وكفرهم، وكان صاحب حرقة وتحرق على الأشعرية، فرموه بالتجسيم. قال الذهبي: رأيت له مصنفات في الصفات، فلم أر به باسًا، وفيه شراسة أخلاق مع صلاح ودين يابس. توفي سنة 679 عن نيف وسبعين سنة.
ولد سنة 597. سمع من أبيه وعمه موفقِ الدين، وجماعة، وأجاز له الصيدلاني، وابن الجوزي، وجماعة؛ ثم سمع بنفسه من أصحاب السلفي، وقرأ للناس على ابن الزبيدي وجماعة، وعني بالحديث. وعرض على عمه كتاب "المقنع (?) "، وشرح عليه، وأذن له في إقرائه. درَّس وأفتى، وأقرأ العلم زمانًا طويلاً، وانتفع به الناس، وانتهت إليه رئاسة العلم في زمانه، وكان معظمًا عند الخاص والعام، عظيمَ الهيبة عند الملوك.