واللغة، ويقال: إنه كان يحفظ "صحاح الجوهري" بكمالها، وكان يتوقد ذكاء، ونظمه في الغاية؛ ويقال: إن مدائحه في النبي - صلى الله عليه وسلم - تبلغ عشرين مجلدًا.
وكان شديدًا في السنة، متحرفًا على المخالفين لها، وشعره مملوء بذكر أصول السنة، ومدح أهلها، وذم مخالفها، وكان قد رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في منامه، وبشره بالموت على السنة، ونظم في ذلك قصيدة طويلة معروفة، وحدَّث، وسمع منه الحافظ الدمياطي، وذكره في "معجمه"، وقتل شهيدًا - رضي الله عنه - في سنة 656.
ولد يوم عاشوراء سنة 594، وسمع بالقدس من ابن البناء، وحدث بنابلس. توفي سنة 656. ومن نظمه:
يا طالبًا! علمَ خيرِ العلم مجتهدا ... علمُ الحديثِ يحوزُ اليمنَ والرشدا
ما في العلوم له مِثْلٌ يماثِلُه ... فاطلبْه مقتصِدًا تَسُدْ به أبدًا
فالفقُه يبنى عليه حيث كان إذ الـ ... أحكامُ مأخذُها منه إذا وُجِدا
وكيف لا! وهو لولاه لما اتضحت ... سُبْلُ الرشادِ ولا بانَ الزمان هُدى
وأهلُه خيرُ أهل العلمِ قاطبةً ... فكن محبًا لهم كيما تفوز غدا
ترى سِواهُمْ إذا جاءَ الحديثُ لِما ... قالوه متبعًا ما يبسطنّ يَدا
أو كانَ مِمَّن تراهم راجعينَ إلى ... أقوالِهم وكذا إن أسندوا سندا
لولاهُمُ زادَ قومٌ في الشريعةِ ما ... شاؤوا ولكن حَمَوها كونهم أُسُدا
هل يستوي مَنْ نأى عن أرضِه طلبًا ... له، وآخر عن تحصيلِه قَعَدا
ومن ضرورةِ تفضيلِ الحديثِ على ... سِواه أن لا يرى شِبْهًا لهم أحدا
شانيهمُ لا لقيتَ الدهرَ محمدةً ... ولا وُقيتَ مصابًا لا ولا فَنَدا
سمع بدمشق، ورحل إلى بغداد، وعُني بالحديث أتمَّ عناية، وأكثرَ السماع والكتابة، وحدَّث، توفي سنة 658 وله أربعون سنة.