أحمد". سمع منه خلق ببغداد ودمشق ومصر، وروى عنه ابن أبي الجيش، والحافظ الدمياطي، وابن الظاهري، وابن القوطي، وبالإجازةِ خلقٌ - آخرهم زينب بنة الكمال المقدسي. ومن نظمه:
صَبٌّ له من أجفانه آماقِه غَرَقُ ... وفي حُشاشَتِه من وَجْدِه حُرَقُ
فأعجبْ لِضدَّينِ في حالٍ قد اجتمعا ... غريقُ دمعٍ بنارِ الوجدِ يحترقُ
لم أنسَ عيشًا على سَلْعٍ ولعلعِها ... والبانُ مفترقٌ وَجْدًا ومُعتَنِقُ
ونفحةُ الشِّيحِ تأتينا بعَنْبَرِهِ ... وعَرْفها بمغاني المُنْحَنَى عَبِقُ
والقلبُ طيرٌ له الأشواقُ أجنحةٌ ... إلى الحَبيب رياحَ الحبِّ تخترقُ
قلْ للحِمى باللِّوَى واعن الحلولَ بها ... ما ضَرَّهم بجريحِ القلبِ لو رفقوا
وقد بقي رَمَقٌ منهُ فإِنْ هجَروا ... مَضى كما ليسَ يبقى ذلكَ الرَّمَقُ
وقد قُتل وقد جاوز خمسين سنة، وسمع منه الشرفُ المنذري، وأجاز للعلامة ابنِ حمدان الحراني، ولسليمان بن حمزة القاضي. ومن شعره في مدحه - صلى الله عليه وسلم -:
فَضَلَ النَّبِيَّينَ الرسولُ محمدٌ ... شَرَفًا يزيدُ وزادَهم تَعْظيما
يكفيه أَن الله جَلَّ جَلالُه ... آوى فقالَ {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا}
دُرٌّ يتيمٌ في الفَخار، وإنما ... خيرُ اللاَّلي، أن يكون يَتيما
ولقد سما الرسلَ الكرامَ فكلُّهم ... قَدْ سلَّموا لجلالِه تسليما
واللهُ قد صلَّى عليه كرامةً ... صَلُّوا عليه وسَلَّموا تَسليما
صاحبُ الديوان السائر في الناس في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان حسان وقته، ولد سنة 588.
قرأ القرآن بالروايات على أصحاب ابن عساكر البطائحي، وسمع الحديث من الشيخ علي بن إدريس اليعقوبي، صاحبَ الشيخَ عبد القادر، وصحبه، تسلك به، ولبس منه الخرقة، وأجاز له الشيخ عبد المغيث الحربي وغيره، وحفظ الفقه