تفقه على الإمام أحمد، وكان من نجباء أصحابه. قال الخطيب: كان إمامًا في العلم، رأسًا في الزهد، حافظًا للحديث، مجيبًا للمسألة، قيمًا بالأدب، صنف "غريب الحديث" وكتبًا كثيرة، وأنشده رجل، شعر:
أنكرت ذُلِّي فأيُّ شيء ... أحسنُ من ذِلَّةِ المُحِبِّ
أليسَ شوقي وفَيْضُ دمعي ... وضعفُ جسمي شهودَ حُبِّي
فقال إبراهيم: هؤلاء شهود ثقات. وقال: ما أنشدت شيئًا من الشعر إلا قرأت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] ثلاث مرات. وقال: إنه بلغني أن الإنسان إذا ابتُلي بحب صورة قبيحة، كان بلاء تجب الاستعاذة من مثله، وإن كان مليحًا، كان ابتلاء يجب الصبر عليه واحتمال المشقة، وكان أصله من مرو، وتوفي سنة 285.
ولد سنة 590، وتوفي سنة 651. حدث وكتب في الإجازات، وكتب عليه أبناء البلد، وله نظم وأدب، وسمع بدمشق من التاج الكندي، ومن شعره:
لقد نبتتْ في صحنِ خَدِّك لحيةٌ ... تأنَّق فيها صانعُ الإنس والجِنِّ
وما كنتَ محتاجًا إلى حسنِ نبِتها ... ولكنها زادَتْكَ حُسْنًا إلى حُسنِ
وله أيضًا:
جُبلْتُ على حُبِّي لها وأَلِفْتُه ... ولا بدَّ أن أَلْقى بهِ اللَّهَ مُعْلِنا
ولَم يَخْلُ قلبي من هَواها بقدرِ ما ... أقولُ وقلبي خالِيًا فتمكَّنا
حجة الكتاب، إمام أهل الأدب، أحد رجالات الزمان كتابة وترسُّلًا، يتوقد