وغيرهما، وروى عنه أبو عيسى الترمذي، وغيره، وقال طلحة بن محمد في حقه: أحد أعلام الدنيا، وقد اشتهر أمره، وعرف خبره، ولم يستتر عن الكبير والصغير من الناس فضلُه وعلمه ورئاسته وسياسته.
توفي سنة 242، وحكى أبو عبد الله الحسينُ بنُ عبد الله بن سعيد، قال: كان يحيى بن أكثم القاضي صديقًا لي، وكان يودني وأوده، فمات يحيى، فكنت أشتهي أن أراه في المنام، فأقول: ما فعل الله بك؟ فرأيته ليلة في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، إلا أنه وَبَّخني، ثم قال لي: يا يحيى! خلطت على نفسك الدنيا، فقلت: يا رب! اتكأت على حديث حدثني به أبو معاوية الضرير عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّك قلتَ: إني لأستحي أن أعذب ذا شيبة بالنار، فقال: قد عفوتُ عنك يا يحيى، وصدقَ نبيي، إلا أنك خلطت على نفسك في دار الدنيا، هكذا ذكره أبو القاسم القشيري في "الرسالة".
كان من الحفاظ المشهورين، وأحد أصحاب الحديث المبرزين، وهو محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث، وكان جليل القدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة حافظًا فاضلًا مُكِثرًا صدوقًا، كثير التصانيف، حسن السيرة، بعيد التكلف، أوحدَ أهل بيته في عصره، خرَّج التخاريج لنفسه ولجماعة من الشيوخ الأصبهانيين، وسمع أبا بكر محمدَ بنَ عبد الله بن زيد الضبيَّ، وأبا طاهر محمدَ بنَ أحمد الكاتب، وأبا منصور محمدَ بنَ عبد الله بن فضلويه الأصبهاني، وأباه أبا عمرو، وعمه أبا الحسن عبيدَ الله، وأبا القاسم عبدَ الرحمن، وأبا العباس أحمدَ بنَ محمد بن أحمد القضاعي، وأبا عبد الله محمد بن علي بن محمد الجصاص، وأبا بكر محمدَ بنَ علي الجورداني، وأبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي، ورحل إلى نيسابور، وسمع بها من أبي بكر أحمدَ بن منصور المقرىء، وأحمد بن