روى الخطيب في "تاريخه": أن هارون الرشيد لما قدم المدينة - أعظمَ أن يرقى منبرَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قباء ومنطقة، فقال أبو البختري: حدثني جعفرُ بنُ محمد الصادق عن أبيه، قال: نزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه قباء ومنطقة مخنجرًا بخنجر، فقال المعافى التميميُّ - شعر:
وَيْلٌ وغَوْلٌ لأبي البختري ... إذا توافى الناسُ للمَحْشَرِ
من قولِهِ الزورَ وإعلانِه ... بالكذب في الناس على جَعفرِ
واللهِ ما جالسه ساعةً ... للفقهِ في بَدْوٍ ولا مَحْضَرِ
ولا رآه الناسُ في دهره ... يمرُّ بين القبر والمنبرِ
يا قاتلَ الله ابنَ وهبٍ! لقد ... أعلنَ بالزور وبالمُنْكَرِ
يزعُم أن المصطفى أحمدًا ... أتاهُ جبريلُ التقيُّ البَري
عليه خُفٌّ وقبا أسودٌ ... مخنجرًا في الحقوِ بالخنجرِ
وحكى جعفر الطيالسي: أن يحيى بنَ معين وقف على حلقته وهو يحدث بهذا الحديث عن جعفر الصادق، فقال له: كذبت يا عدو الله! على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن قتيبة في "كتاب المعارف": كان أبو البختري ضعيفًا في الحديث.
توفي سنة مئتين للهجرة ببغداد، في خلافة المأمون.
سمع الحديث من جماعة، وسمع عليه.
وكان غاية في الخلاعة والمجون؛ كثير المزاح، ذكره أبو سعد السمعاني في كتاب "الذيل"، وقال: كتبت عنه حديثين لا غير، وعلَّقت عليه مقطعات من شعره.
وذكر الحافظ السِّلفَي أباه، وقال: إن بعض أولاد المحدثين سأله عن مولده، فقال: سنة ثمان عشرة وأربع مئة، وتوفي سنة 498.