أبا الوقت عبدَ الأول السجزيَّ، وسمع بها من أبي المنصور شهردار بن شيرويه الديلمي، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسيِّ، وأبي العلاء الحسن بنِ أحمدَ الحافظِ، وجماعة كثيرة، وتفقه وسمع الحديث ببغداد من أبي الحسين عبد الحق، وأبي نصر عبد الرحيم، وأبي الفتح عبيد الله، وغيرهم.
ثم عني بنفسه، فارتحل في طلبه إلى عدة بلاد من العراق، ثم إلى الشام والموصل، وبلاد فارس وأصبهان وهمدان، وكثير من بلاد آذربيجان، وكتب عن أكثر شيوخ هذه البلاد.
وغلب عليه الحديث، وبرع فيه، واشتهر به، وصنف فيه وفي غيره كتبًا مفيدة، منها: "الناسخ والمنسوخ" في الحديث، وكتاب "الفيصل في مشتبه النسبة"، وكتاب "سلسلة الذهب فيما رواه الإمام أحمد بن حنبل عن الإمام الشافعي"، و"شروط الأئمة"، وغير ذلك. واستوطن بغداد، ولم يزل مواظب الخير إلى أن اخترمته المنية وغصنُ شبابه نضير، وذلك في ليلة الاثنين الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة 584 بمدينة بغداد، ودفن مقابل قبر الجُنيد - رضي الله عنه -، بعد أن صلى عليه خلق كثير، وفرق كتبه على أصحاب الحديث.
وكانت ولادته في سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمس مئة بطريق همدان، وحمل إليها، ونشأ بها - رحمه الله تعالى -. والحازمي: نسبة إلى جده حازم.
كان عالمًا بالقرآن والتفسير، وسافر الكثير شرقًا وغربًا وسمع بالكوفة والبصرة ومكة ومصر والشام والجزيرة والموصل والجبال وخراسان وما وراء النهر، وفي حديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وذُكر النقاشُ عند طلحة بن محمد بن جعفر، فقال: كان يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص، وروى عن جماعة من جلة العلماء، وروا عنه.
قال البرقاني: كل حديث النقاش مناكير، وليس في تفسيره حديث صحيح.