تعالى -، أعجبته، فقال: اللهمَّ ارزقني الإقامة بها سنة، فسمع هاتفًا يقول له: بل ثلاثين سنة، فعاش بعد ذلك ثلاثين سنة؛ ثم مات بها في المحرم سنة ستين وثلاث مئة.
قال الخطيب: قرأت ذلك على بلاطة قبره بمكة. والآجري - بفتح الهمزة الممدودة وضم الجيم وتشديد الراء -: هذه النسبة إلى الآجُرّ، ولا أعلم لأي معنًى نُسب إليه. قال ابن خلكان: ورأيت حاشية على كتاب "الصلة" صورتها: الإمام أبو بكر الآجري نسب إلى قرية من قرى بغداد، يقال لها: آجر، واستوطن مكة - حرسها الله تعالى -.
وتوفي بها أول يوم من المحرم سنة ستين وثلاث مئة - رحمه الله تعالى -.
كان حافظ بغداد في وقته، وكان له حظ وافر من الأدب، وأخذ الأدب عن الخطيب أبي زكريا التبريزي، وخطُّه في غاية الصحة والإتقان، وكان كثير البحث عن الفوائد وإثباتها، روى عنه الأئمة فأكثروا، وأخذ عنه علماء عصره، منهم: الحافظ أبو الفرج بن الجوزي، وأكثرُ روايته عنه، وذكره الحافظ أبو سعد بن السمعاني في كتبه.
ولد سنة سبع وستين وأربع مئة، وتوفي سنة 550 ببغداد، وأُخرج من الغد، وصُلِّي عليه بالقرب من جامع السلطان ثلاث مرات، وعُبر به إلى جامع المنصور، فصلُّي عليه، ثم إلى الحربية، وصلي عليه، ودُفن بباب حرب. والسلامي: نسبة إلى مدينة السلام "بغداد". قال ابن السمعاني؛ كذا كان يكتب لنفسه "السلامي" - يعني: الحافظ المذكور -.
أحدُ الحفاظ المتقِنين، وعبادِ الله الصالحين. حفظ القرآن، وحضر بهمدان