والثانية: مرو، والثالثة: نيسابور، والرابعة: أصبهان، والخامسة: مدينة المبارك قزوين، والسادسة: بخارى، والسابعة: سمرقند، والثامنة: نسف. وذكر أن النسبة إلى هذه المدن كلها: المديني، وقال: أكثر ما ينسب إلى مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المَدَني.
كان أحد الرحالين في طلب العلم والحديث، سمع بالحجاز والشام ومصر والثغور والجزيرة والعراق والجبال وفارس وخوزستان وخراسان، واستوطن همدان.
وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته، وصنف تصانيف كثيرة منها: "أطراف الكتب الستة"، وهي: صحيح البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، و"أطراف الغرائب"، تصنيف الدارقطني، وكتاب "الأنساب" في جزء لطيف، وهو الذي ذيله الحافظ أبو موسى الأصبهاني، وغير ذلك من الكتب.
وكانت له معرفة بعلم التصوف وأنواعه متفننًا فيه، وله فيه تصنيف أيضًا، وله شعر حسن، وكتب عنه غير واحد من الحفاظ، منهم: أبو موسى المذكور.
ولد في السادس من شوال سنة 448 ببيت المقدس، وأول سماعه سنة 460، ودخل بغداد، ثم رجع إلى بيت المقدس، فأحرم من ثمَّ إلى مكة، وتوفي عند قدومه من الحج آخر حجاته يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة 507 ببغداد. وكان ولده أبو زرعة طاهرُ بنُ محمد بن طاهر من المشهورين بعلو الإسناد، وكثرة السماع، ولم يكن له معرفة بالعلم، لكن كان والده قد أسمعه في صباه من جماعة منهم: أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوبي بالري، وأبو الفتح، عبدوس بن عبد الله بهمذان، وأبو عبد الله، محمد بن عثمان الكامخي، وأبو الحسن مكي بن منصور السلار، وقدم به بغداد، فسمع بها من