فِي تَدْبِير الْأَحْوَال والأنفاق من مواد البلاغة الَّتِي لَا يخْشَى فِيهَا مَعَ الثروة الاقلال وَالسيف فِي الروع لَا يخْشَى الْفرق كَمَا أَن الدّرّ فِي اللجة لَا يخْشَى الْغَرق وَهِي بِحَمْد الله ملية باملاء المحاسن الَّتِي لم يستطعها الْأَوَائِل وَلَا الْأَوَاخِر إِن حضرت فَمَا غَابَ غَائِب وَإِن غَابَتْ فَمَا حضر حَاضر وَهِي تخْدم بحرا وملكا وَوَاحِد قد جعل الله خلقه فِي فَضله مُشْتَركا فَلَا تستنبط عوائد سحبه وَلَا تُؤثر موثرا على نعْمَة قربه
وَأما الْجَمَاعَة الَّذين ذكرت عَهدهم فطرته وأطرته ومدحت بلدهم فعمرته وغمرته فَكل مِنْهُم وَصله سلامها فاستطابه واستعاد طيب ذكرهَا واستثابه واسترجع قَصدهَا فِي حسن الْعَهْد واستصابه واستقصر نَفسه عَن مُقَابلَة درها بمشخلبة وخشي أَن لَا يُعِيد إِلَى مَالك البلاغة قولا الا يُقَال هَذَا من حلبه فَأمْسك صَامت اللِّسَان نَاطِق النِّيَّة قارع الثَّنية على مَا حرمه من الاستكثار من محَاسِن مولى قارع الْمنية وَأما تفضل القَاضِي شمس الدّين فَأحْسن الله جزاه ووفر من الْفضل أجزاءه فَنعم الصَّدْر الْكَرِيم وَصَاحب الصَّدْر السَّلِيم وَالْإِمَام الَّذِي كل من ناظره أميم وكل من سمع قَوْله عوذه بحاميم وَقد أبقى عندنَا من نصفاته مَا يبقيه السَّحَاب من الرّبيع وَنحن نَسْأَلهُ فِي الْجَدِيد من غير زهد فِي الخليع ففلك ذَلِك الخاطر محَال أَن يعوقه شَيْء من دورانه وَروض ذَلِك الْفِكر لَا يَسْتَغْنِي أَن يستطرف رَيَّان ريحانه وَلَا تنفرد حَضرته الْعَالِيَة بجنى فنونه دُوننَا وظل أفنانه والنور لَا يخفيه معاوضه والمسك لَا تكتمه مخاوضه وخزانة الْكتب فَقَط كَانَت حَضرته حَاضِرَة أَولا أَيَّام جلوتها وآخرا أَيَّام خلوتها وَمَا فصلت غَيرهَا إِلَّا وَهِي رازمة تَحت أثقالها وَلَا شغلت عَنَّا بهَا الا بِمَا استبضعت من الْقَلِيل من جدودها وَالْكثير من أخلاقها وكتابها إِذا وصل غنيت بامتاعه وتجهرت وتجهزت رفق السرُور الى مَتَاعه وَتَفَرَّقَتْ محتشدات الْأُمُور عني شعاعا فَمَا أولاها أَن تمن بِهِ وَهِي لَا تحْتَاج فِي الْفضل إِلَى منته
وقفت على كتاب حَضْرَة سيدنَا لَا زَالَت هممه عالية ووفود السُّعُود إِلَيْهِ مُتَوَالِيَة وَعين عناية الله الجميلة لَهُ كالية وَفرق اعدائه لنار الخطوب صالية واستشففت جوهره الثمين واستشفيت بفضله الْمُبين واستسقيت مَاء مورده الْمعِين رفأيت كِتَابه ورفت