الْمَمْلُوك فِي مستهل رَجَب بِمَشِيئَة الله معول على السّفر إِلَى الْحجاز لقَضَاء الْفَرِيضَة قولا وفعلا وَقد تَجَدَّدَتْ ثَلَاث مقتضيات إِحْدَاهُنَّ كَون الوقفة الْجُمُعَة الثَّانِيَة فسحة الْمولى على لِسَان عز الدّين وَالثَّالِثَة موت من نعى إِلَى الْمَمْلُوك نَفسه وسيورد ذكره والسائرون فِي هَذِه السّنة بطمع وَقْفَة الْجُمُعَة وبفسحة وضع المكس خلق لَا يُحْصى وَالْمولى شريك فِي أجرهم وقاعد على المشاطرة فِي سَعْيهمْ فليهنه أَن الْمُلُوك عمرت بيوتها فخربت وَأَن الْمولى عمر بَيت الله فَمن كرمه سُبْحَانَهُ أَن يعمر بَيت الْمولى وَمَا أَشد خجل الْمَمْلُوك من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التَّقْصِير فِي قوت جِيرَانه فِي هَذِه السّنة وَمَا هَكَذَا وصّى ابْن اللمطي وَلَكِن للْغَائِب حجَّته
وَاسْتمرّ مقامنا بالمخيم على العَاصِي بِظَاهِر حمص وَالسُّلْطَان يصمم الْعَزْم على الاستعداد للْجِهَاد ويجد الْحِرْص وَقد أمنا فِيمَا نستكمله من مبرمات المور النَّقْض وَالنَّقْص وأدمنا للحزم من أَخْبَار الْأَعْدَاء الفحص وَالله قد أنزل فِي كل جِهَة بنصره النَّص وتفضل بِمَا عَم من النِّعْمَة وَخص وأخصنا من آلائه مَا لم يخص
وصل كتاب حَضْرَة سيدنَا جدد الله جدها وساعد سعدها وأقصى عَن الحرمان قَصدهَا وَزَاد فِي انفاسها وأمتع الاخوان بثمرات غراسها وكبت عدوها وَلَا عَدو لَهَا الا من سفه نَفسه وَجحد مَعَ الطُّلُوع شمسه وحسد سحبان الْوَقْت وقسه فشممت مِنْهُ طيبا سيارا وَرَأَيْت نعيما مُقيما وَدخلت جنته متصفحا فَمَا رَأَيْت لَغوا فِيهَا وَلَا تأثيما ممعاني وألفاظا ملأن طرفِي صوبا وسمعي صَوَابا أنشأتهن انشاء فجعلتهن أَبْكَارًا عربا أَتْرَابًا وَرَأَيْت أَن أولى مَا قابلت بِهِ هَذِه البلاغة الَّتِي بسطت عذر المغلوب وَهَذِه الصياغة الَّتِي أجريت بسواد الْقُلُوب للقاء السِّلَاح وخفض الْجنَاح واعطاء قياد الجماح وَالِاعْتِرَاف بِأَنِّي فِي كل مَا كنت أفرده من محَاسِن الولين سَار فِي ظلمَة اللَّيْل حَتَّى ظَفرت مِنْهَا بالصباح وَعرفت مَا هِيَ بصدده من تَنْفِيذ الأشغال واستغراق الْأَوْقَات