خصنا بِهِ من عُمُوم استرعائه فَلَا يسترعبها من الْوُلَاة الا أولاهم برعاية الرّعية وأتبتهم حجَّة على سلوك الْحجَّة المرعية المرضية وَأَحْسَنهمْ طَريقَة فِي إجراءالأمور على الْقَوَاعِد الشَّرْعِيَّة واكرمهم للتقوى الَّتِي تقوى بهَا المكارم وتوقى المكاره وحكمهم فِي الرَّأْي الَّذِي يَصح ويضح بِهِ فِي الْأُمُور الْمُحكم والمتشابه وأقومهم على سنتنا فِي إِقَامَة فروض الْعدْل وسننه وأعرفهم بِحَق إنعامنا فِي تقبل منحه وتقلد مننه وأطولهم فِي الطول باعا وأفضلهم اتساعا وأسماهم فِي يفاع العلى ارتفاعا وأولاهم لأبكار المحامد والمفاخر افراعا وأجلاهم فِي مَشَارِق السَّعَادَة طلوعا وأجلهم على واجباتها إطلاعا وأبذلهم فِي الْجِهَاد اجْتِهَاد وَأَكْثَرهم فِي سداد الثغور الإسلامية سدادا حَتَّى تعود الْولَايَة بايالته منتظمة الْعُقُود والمملكة ببهجته مبتسمة السُّعُود والسياسة بنصره نَضرة مورقة الْعود والمصالح بصوب صَوَابه مصوبة الْمعَاهد مصونة العهود ونصل النَّصْر بمضاء مضاربه مغمود فِي مفارق الاعداء مفارقا للغمود وتمحو حَسَنَات أيامنا الْبيض بتوليه اللَّيَالِي السود وَلما كَانَ ولدنَا الْأَجَل الْملك المظفر تَقِيّ الدّين أدام الله علوه وضاعف رفعته وسموه ذَا الْمجد الشامخ وَالْجد الباذخ والرأى الرَّاجِح الراسخ وَالْعدْل الْمُجيب المجير استصراخ الصَّارِخ والاصابة الَّتِي تقصر عَنْهَا خطى الخطوب الْخَاطِئَة الْقدر المواتية الَّتِي لَدَيْهَا العظائم ذَوَات الاقدار المتوطية والشيمة الزكية الذكية الَّتِي تضوع نشرها المتأرج وتوضح بشرها المتبلج وشيم عَارض كرمها المتبوج وزجى بَحر سماحها المتموج والمناقب الَّتِي اشرقت زواهرها فِي سَمَاء السمو وأنقت ازهارها فِي رياض النمو وتليت آيَات مدائحها بِلِسَان الْعَدو وجليت عرائس محاسنها فِي مطالع الْعُلُوّ والبسالة الَّتِي فرق جموع الاعداء بأسها الشَّديد وثلم حد الْكفْر حَدهَا الْحَدِيد وأعلا جد الْإِسْلَام جدها الْجَدِيد وهد ركن النكر ركن عرفهَا المشيد وَهُوَ مقتد بسنتنا العادلة فِي احياء سنة الْعَادِل وتقوية منَّة الْفضل وَرفع منار الشَّرْع الْمُنِير واعلاء معالم الْمجد الأثيل الْأَثِير وخفض جنَاح الرَّحْمَة للصَّغِير وَالْكَبِير وإسعاف الْعَافِي وإعانة العاني وإغاثة المستجير قلدناه ولَايَة الممالك والبلاد والثغور والديار المصرية وذقناها بكفايته وأوليناها النظام بولايته وحليناها بحلية أيالته وعولنا عَلَيْهِ فِي سياسة مملكتها وحماية حوزتها والذب عَن بيضتها وفوضنا اليه نظرة أمورها وجلون فِي آفَاق تدبيراته الْمُوَافقَة الموفقة نورها وأمرنا كَافَّة الامراء والنواب والعساكر المنصورة المصرية على اخْتِلَاف طبقاتهم وتفاوت درجاتهم بامتثال أمره