وبوش وقاد بايالته هُنَاكَ الجيوش وابقى عَلَيْهِ بالبلاد الشامية مَدِينَة حماه وقلعتها وَجَمِيع اعمالها وحلى بِهِ عطل احوالها وجمله بِصُحْبَة سيدنَا الْأَجَل الْفَاضِل المتفرد بِأَجل الْفَضَائِل حَتَّى اذا وصل تَقِيّ الدّين الى مصر اقْتدى بِالتَّدْبِيرِ الفاضلي واهتدى بسنا رايه الْجَلِيل الْجَلِيّ وَكَانَ السُّلْطَان لَا يُؤثر مُفَارقَته وَلَا يحضرهُ انس اذا فَارق حَضرته ويستوحش اذا حذر غيبته فقد الف صُحْبَة السَّعَادَة بمساعدته فِي صحبته ومعاقدته على صِحَة مناصحته وَلم يزل يَسْتَأْذِنهُ وَلَا ياذن ويسأله التَّمْكِين من السّفر وَلَا يتَمَكَّن وَيخَاف على تشعث أَحْوَال مَمْلَكَته وَلَا يامن وَهُوَ برايه يرى وبوريه يرى وببريه وفريه يبري ويفري فَلَمَّا لم يجد من تَوْجِيه تَقِيّ الدّين إِلَى مصر بدا وانه يكون بِالْأَعْمَالِ مستبدا وَكَانَت فِي تَقِيّ الدّين حِدة لم تكن فِي الْعَادِل احْتَاجَ فِي تقويمه الى تَدْبِير الْأَجَل الْفَاضِل فَأذن لَهُ فِي السّفر بِشَرْط الْإِسْرَاع فِي العودة والمبادرة إِلَى الاجابة عِنْد تَحْقِيق الدعْوَة فسارا سارين وبمن فِي صحبتهما بارين وَعَاد السُّلْطَان بالعادل وكتبت لَهما منشورين
فَأَما المنشور التَّقْوَى بِمصْر فنسخته وَقد كتب فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين الْحَمد لله المتعالي جَلَاله المتوالي افضاله الْقَدِيم كَمَاله العديم مِثَاله نحمده على احسانه الْعَظِيم نواله العميم افضاله ونساله أَن يُصَلِّي على سيدنَا نبيه مُحَمَّد الْمُصْطَفى الفصيح مقاله الفسيح فِي الشَّرْع مجاله الشَّفِيع المقبول فِي الْأمة سُؤَاله وعَلى اله وَصَحبه الَّذين هم نُجُوم الْهدى وأنصار الْحق وَرِجَاله أما بعد فَإنَّا مُنْذُ استودعنا الله ملك بِلَاده واسترعانا أَمر عباده وَمكن لنا فِي الارض وَبسط فِي البسيطة أيدى ايدينا بالبسط وَالْقَبْض واقدرنا فِي ممالكه على العقد والحل والابرام والنقض وملكنا زِمَام الزَّمَان بالامر وَالنَّهْي ونهج لنا وبنا سبل الرشاد وَعفى طرق الغي وناط الْهدى بتوفيقنا واماط الضَّلَالَة عَن ملكنا فَهُوَ للاحكام وَهِي للوهي واعز بنصرنا الاسلام واداله وأذل الْكفْر وأذاله وَثَبت الْحق ومكنه وَنفى الْبَاطِل وازاله نفترض اداء شكر نعْمَته وان كُنَّا معترفين بالقصور عَن ادائه وَنرعى لَهُ فِي بِلَاده وعباده حق مَا