والانقياد لحكمه وَالتَّصَرُّف على رسمه والحضور اذا طَلَبهمْ والهبوب اذا ندبهم فَإنَّا قد عضدنا بِهِ سلطاننا وسددنا بِهِ مَكَاننَا وبسطنا بِهِ على الرّعية عدلنا وإحساننا وَجَعَلنَا يَده يدنا وَلسَانه لساننا وامضينا سَيْفه اذا اقتضته حُدُود الله فِي الْآجَال وأطلقنا قلمه فِي الارزاق الَّتِي يجريها الله تَعَالَى لكافة الاولياء وَالرِّجَال وفوضنا اليه هَذِه الْبِلَاد تفويضا ماضيه أَحْكَامه متسقا نظامه مَوْصُولَة بِمَشِيئَة الله أَيَّامه ووليناه إِيَّاه تَوْلِيَة من عرف قِيَامه بِحَق الْولَايَة وانتهاءه فِي مصَالح الاسلام الى الْغَايَة وانتظام خلاله الْكَرِيمَة بِشُرُوط الْكِفَايَة وَالْكَفَالَة واضاءته فِي فضاء الْفَضَائِل بالْحسنِ وَالْحُسْنَى من الْحِلْية وَالْحَالة وتوفره على الْجِهَاد فِي سَبِيل الله عز وَجل بحرا وَبرا بتجهيز أساطيله وكتائبه واعتماده كل مَا يدل مِنْهُ على مزِيد الشُّكْر فِي استمداد مزِيد مواهبه وقيامه بِتَوْفِيق الله الْمعد لَهُ بالمعدلة وكشفه بالرأى الثاقب مهمات الخطوب المشكلة وَبسط الْيَد وَالْقَوْل فِي العارفة والعاطفة للاولياء بالنيل واللين وانتضاء سَيْفه وَسَوْطه فِي السطو على الْأَعْدَاء لاقْتِضَاء دين الدّين حَتَّى تعلو كلمة الاسلام وَتثبت وَحَتَّى تبتت عروق الْكفْر من أَرض الله وَلَا تنْبت وَحَتَّى تكْتب المذلة على العداة فتكبت وَحَتَّى تَجْتَمِع الْقُلُوب والالسنة على محبته وشكره وتتفق الكافة على الائتمار لطاعته وَطَاعَة امْرَهْ وَنحن نسْأَل الله ان يوفقه ويسدده ويعضدنا بِهِ ويعضده ويؤيدنا بِحسن تَدْبيره وَيُؤَيِّدهُ والمستقر لَهُ من اقطاعاته مَا اثْبتْ فِي الدِّيوَان ذكره وَبَين فِي هَذَا المنشور قدره وَهُوَ مَا سبق ذكره فليتق نعْمَة الله بالشكر الذى يرتبطها وَبسط الْيَد الذى ينشرها عَلَيْهِ ويبسطها ونشاط الهمة الَّذِي يطلقهَا من عقال التَّوَقُّف وينشطها مستمسكا من التَّقْوَى بأوثق عُرْوَة عاقدا بهَا من حب بذل الحباء اصدق حبوة فائزا من النَّصْر والنجح فِي مغازيه ومساعيه بأوفق حظوة ساميا من الْعِزّ الْجَلالَة والمهابة على اسمق ذرْوَة مؤيدا من الله بالتسديد فِي صرف كل خطب وتصريف كل خطْوَة وَكَانَ رحيل سيدنَا الاجل الْفَاضِل من الكرك الى مصر فِي منتصف شعْبَان من السّنة وكتبت اليه عِنْد الرُّجُوع من وداعه
رَجَعَ الْمَمْلُوك من الْوَدَاع وداعي الاسى يحفزه وعادي الاسف يزعجه فَعدم الشَّمْس الَّتِي تفيض عَلَيْهِ والظل الَّذِي يفِيء اليه لَا مُجيب لاستدعائه وَلَا مجير لاستعدائه وَلَا مقيل لعثراته وَلَا منفق لنقده وَلَا موثق لعقده وَلَا مروج