أمره ويصفي من مورده وُرُود النجح سائقا لموعده وَتلك النِّعْمَة فِي فتح تل خَالِد فَإِنَّهُ أعْطى القياد قبل عراكه وَلم يفرط مِمَّن بِهِ فارط يحْتَاج إِلَى استدراكه فَنزل مستعفيا من المنازلة وَألقى بِيَدِهِ قبل لِقَاء مَوَاقِف الْمُقَاتلَة وَكِتَابنَا هَذَا وَقد تسلمنا قلعتها ذَات الهضبة المنيعة وبلدته ذَات الرساتيق الوسيعة الوشيعة وَجَاء هَذَا الْفَتْح لما بعده من الْفتُوح طَلِيعَة وَكَانَ عجالة الْقرى عِنْد مقدمنا من بِلَاد الجزيرة وسابق فتوح مَا بعده من الْبِلَاد الْكَثِيرَة وَالله يتَوَلَّى من ذَلِك مَا يكون الصنع فِيهِ صنعه وَمَا لَا يبلغهُ الْمُجْتَهد وَإِن بذل وَسعه
ثمَّ نزلنَا على عين تَابَ جائزين ولأعمالها حائزين وبالنصر من الله فائزين فَنزل صَاحبهَا الينا نَاصح الدّين مُحَمَّد بن خمارتكين ذُو الْمَكَان المكين والحصا الرزين الركين وتبرع بِطَاعَتِهِ وَشرع فِي بذل استطاعته وَأخذ جموع أَصْحَابه بالاصحاب وجنوح أَسبَابه بالاستتباب وَأَحْكَامه بالاحكام وإلزامه بالالتزام وخلط عسكره بعسكرنا وربط مفخرة بمفخرنا وأبدل النزال بالانزال وَعجل مَا نوى لنا من النوال فَانْزِل من الْمنزل مَا فضل وَبِه فضل وَتحمل من الْهَدَايَا والتحف مَا ثقل لما حمل فهنأنا لَهُ النحلة وعجلنا عَنهُ الرحلة وَذَلِكَ بعد أَن مكناه فِي مَكَانَهُ وأحسنا اليه لاحسانه ووفرنا زينته ووقرنا رتبته فاجتاب لما احتبى خلعته واحتل لما حلى قلعته وقرت عين عين تَابَ تَابِعَة للامر قَارِعَة ذرى الْفجْر سَابِقَة الى الاستسلام صَادِقَة فِي الِاعْتِصَام جَارِيَة مَعَ الدولة فِي مَسْلَك المرام وسلك الانتظام راجية كَرَامَة صَاحبهَا بالجميل لكَونه من جملَة الْأَصْحَاب الْكِرَام
وَوصل صَاحب عين تَابَ بِنَفسِهِ وبعسكره مسابقا للنزول عَلَيْهِ بمحضره وملقيا بِيَدِهِ من معقله ومستذما بالاحسان الذى ورد عذبا من منهله ومهديا لما صرف عَن قوته الى مَا فتح لَهُ من تحيله وانه اقر فِي مَكَانَهُ وعومل بِفضل الابقاء واحسانه واستجلب سواهُ مَا فعل مَعَه وَنحن على انْتِظَار من اذا سمع مَا رَآهُ الْمَذْكُور تبعه