الْمُلُوك بورى أَخُو السُّلْطَان اليها وأناخ عَلَيْهَا وقابلها وقاتلها وعالجها وَلَو شَاءَ لعاجلها وَلما أطلت عَلَيْهِ راياتنا ألْقى من فِيهَا بِيَدِهِ وأنجز النَّصْر صَادِق موعده وأصفى عِنْد موردها عذب مورده وأجرى الله تَعَالَى على الْعَادة فَلَا عدم فَضلهَا رَجَاء معوده وَكِتَابنَا هَذَا وَقد جازتها القبضة واستفتحت بهَا هَذِه النهضة وأرسلتها حلب مُقَدّمَة لفتحها وعولجت لَيْلَة سرى الْعَزْم بصحبتها
3 - أَن رايتنا المنصوبة المنصورة قد صَارَت مغناطيس الْبِلَاد تجذبها بطبعها وسيوفنا مفاتح الْأَمْصَار نفحتها بنصر الله لَا بحدها وَلَا بقطعها فقد كفانا الله من احتيازباجتياز وَقد سبق الْحُصُول عَلَيْهَا الْوَعْد مِنْهَا فَلَا مؤونة لمطل وَلَا مِنْهُ لنجاز وَلما قَطعنَا الْفُرَات بعثنَا سرعَان الْعَسْكَر الْمَنْصُور إِلَى تل خَالِد فنزلوا بعقوتها وَرفع المنجنيق يَده إِلَى ذروتها فَلَمَّا نزلنَا بهَا نزل من فِيهَا على حكمنَا وأجريناه من الاحسان على رسمنا واستجار من حربنا بِذِمَّة سلمنَا وطوينا إِلَى أُخْرَى بِمَشِيئَة الله قَرِيبا كتاب فتحهَا ويقر الله بهَا الْعُيُون أسْرع بهَا من لمحها
وَفِي الْمَعْنى كتَابنَا هَذَا وَقد جزنا الْفُرَات ونزلنا على تل خَالِد واستنزلنا من بهَا على السّلم وأذمت لَهُ من عَادَة الفتك عَادَة الظُّلم وَفِي الْحَال تسلمت قلعتها وبلدها وكرم بالنصر موردنا وَصفا بِالْعَدْلِ موردها وتجاوزنا عَمَّن بهَا قَادِرين وتجاوزنا عَنْهَا إِلَى أهم مِنْهَا سائرين وأصدرنا هَذِه الْبُشْرَى حامدين لله شاكرين فذكرناها لَك لنسرك بهَا فَإِن فِيهَا ذكرى لِلذَّاكِرِينَ
من النعم مَا يزِيد على حلاوة موقعه بديهة مطلعه وَيرْفَع من قدره سهولة