فحين عَاد إِلَى الْحَمد والاخلاص شملته عاطفتنا بالاصطناع والاختصاص وملكناه مَا ملكناه عَلَيْهِ وأعدنا كل مَا أخذناه من ولَايَته اليه واستمسك منا بِحَبل الْعِصْمَة وَاسْتقر أَيْضا أَن يكون عسكره عِنْد الْغُزَاة فِي الْخدمَة
صدرت هَذِه الْمُكَاتبَة من آمد بعد فتحهَا وإسفار لَيْلَة السرى فِي الْقَصْد لَهَا عَن صبحها فانه لما وصل اليه التَّقْلِيد الذى هُوَ اقليد رتاج اقليمها ومفتاح بَاب تَسْلِيمهَا سَار اليها فَفَتحهَا وَختم وَورد جمتها الَّتِي طالما صدت عَن صدائها الحائمين فمنحها وَهِي المحجبة الَّتِي كشفت ستورها وَدَار لعصمتها كسوار معصمها سورها وغلت على انها السَّوْدَاء على خطابها لَان المهج مهورها وطالما نأت بجانبها للاعراض ونبا جوهرها عَن الاعراض وصافت دون أوصافها سِهَام الْأَغْرَاض ودرجت الْمُلُوك على حسرتها فَلم يحسرلها لثاما وَمَا استطاعت لثغرها ثلمًا وَلَا لثغرها التثاما التثاما فَلَمَّا وصل اليها وص إِلَيْهَا وصال عَلَيْهَا منعت كعادتها العادية وصالها وَحرمت المنى منالها وحجبت عَن الحجى حجالها وصدت بوجهها وتصدت لنجهها وَردت شفاها وردعت سفاها فَبَدَا صَاحبهَا بالانذار فكذب النذير وانكر التَّقْدِير
وقفلنا عَن آمد وَقد فتح مقفلها ومتح منهلها وجليت بسناها عروسها وحليت بجناها غروسها وأسنيت عروشها وأنست وحوشها وامتزجت بجيوشها جيوشها ووصلنا الى الْفُرَات فِي مراحل مري حلبها هم أَمر حلب وَجَرَّدْنَا لَهَا الطّلب وعبرنا الْفُرَات ببحر الْجَيْش اللجي وغزونا النَّهَار بلَيْل العجاج الدجوجي وارعبنا بتقليب الأَرْض قلب السَّمَاء وفرطنا بمشرعات الأسنة جوز الجوزاء وكسونا بمشرعات الأعنة عرى العراء وأسدلنا على الخضراء ستر الغبراء وسلونا عَن السَّوْدَاء بحب الشَّهْبَاء
ونزلنا على تل خَالِد يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر الْمحرم وَقد كَانَ تقدمنا الْأَجَل تَاج