والاسار ثمَّ توجهوا إِلَى أَرض الْحجاز فَتعذر على النَّاس وَجه الِاحْتِرَاز فانه لم يعْهَد فِي ذَلِك الْبَحْر طروق الْكفَّار وَلَا تأجج فِي لجة شرار الاشرار فَعظم الْبلَاء واعضل الدَّاء واستشرى الشَّرّ واستضرى الضّر وشاعت النكاية وراعت الاية وجزع الْعَاجِز وَعجز الجازع وَضعف النازع وقوى المنازع وبليت الرّعية مِنْهُم بأفجع لوعة وأفجأ روعة وأشرف أهل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مِنْهُم على خطر وأصيبوا بالنفيسين من وَطن ووطر وخافت السواحل حُلُول الاسواء وَنزلت بالبلاد نَوَازِل الْبلَاء وَوصل الْخَبَر إِلَى مصر وَالْملك الْعَادِل أَخُو السُّلْطَان متوليها وَرَافِع اعلام الاسلام ومعليها فأفكر فِيمَن يتدرك بالامر ويسلك إِلَى الْقَوْم فِي الْبَحْر ويفتك بِأَهْل الْكفْر وَوَقع اخْتِيَاره على الشهم الْمُخْتَار وَاللَّيْث المغوار والفارس الكرار والخضرم التيار والخضم الزخار والضيغم الزآر وَهُوَ الْحَاجِب حسام الدّين لُؤْلُؤ فأحيا بِهِ السّنة الْقَدِيمَة والنصرة الْكَرِيمَة فِي القَوْل السَّابِق بِالْفِعْلِ الصَّادِق ... ايش مَا شِئْتُم فَقولُوا ... إِنَّمَا الْفَتْح للولو ...
فعمر فِي بَحر القزم مراكب الرِّجَال البحرية ذوى التجربة والتحرية من اهل النخوة للدّين وَالْحمية وَسَار إِلَى أَيْلَة فظفر بالمركب الفرنجي عِنْدهَا فخرق السَّفِينَة وَأسر جندها ثمَّ عدى إِلَى عيذاب وَشَاهد بِأَهْلِهَا الْعَذَاب وَدلّ على مراكب الْعَدو فتبعها وَرَأى تسرعه وراها لما عرف فِي نكرها تسرعها وَوَقع بهَا بعد ايام فأوقع بهَا وواقعها وَقطع قطعهَا ونسف برِيح بأسه سفنها وأزارها وَهِي هاوية