وهيها ووهنها إِلَى بعض سواحل الْبَريَّة بشعابها محتمية وَفِي تَلَاهَا مرتقية وبقتالها مبتدئة وَمن اغتيالها مختشية فَلم يزل الْحَاجِب لُؤْلُؤ ناكب مراكبها وراكب مناكبها حَتَّى أزالها وأزلها وفل فلهَا وأشلها وسلها وهجم على كثرتها فاستقل اليها واستقلها فَلَمَّا استنفرت وفرت وَفرقت وَتَفَرَّقَتْ وَمَا قرت بَدَأَ بالسفن فاطلق المأسورين من التُّجَّار ورد عَلَيْهِم كل مَا اخذ لَهُم من الْمَتَاع وَالدِّرْهَم وَالدِّينَار ثمَّ اقْتضى بدين الدّين عِنْد الْكفَّار ثمَّ صعد إِلَى الْبر فَوجدَ أعرابا قد نزلُوا مِنْهُ شعابا فَركب خيلهم وَرَاء الهاربين وَكَانُوا فِي أَرض تِلْكَ الطّرق ضاربين فحصرهم فِي شعب لَا مَاء فِيهِ وَحلق عَلَيْهِم بقوادم الْبَأْس وخوافيه وجلاهم عَن المَاء وأحاهم بالاظماء وأتاهم بالاتواء وداوى أدواهم بالادواء وناظر ناضرهم بالاذواء وحسر ظامئهم على الارواء وعثر اردياءهم فِي سبل الارداء حَتَّى اسْتَكَانُوا ولانوا وهابوا وهانوا واستأمنوا واستسلموا وَلَو أَسْلمُوا لسلموا فأسرهم بأسرهم وَأَخذهم فِي مكر مَكْرهمْ وَقيد مِنْهُم اقدام اقدامهم وأكف كفرهم وَكَانَ ذَلِك فِي أشهر الْحَج فساق مِنْهُم أسيرين إِلَى منى كَمَا يساق الْهَدْي وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَمَعَهُ الاسر والسبي وَقد بذل وسع بالنجح ونجح السَّعْي وَجَاءَت الْبُشْرَى بِمَا من الله بِهِ من الحظوة والنصرة الحلوة فَكتب السُّلْطَان اليه بِضَرْب رقابهم وَقطع اسبابهم بِحَيْثُ لَا يبْقى مِنْهُم عين تطرف وَلَا أحد يخبر طَرِيق ذَلِك الْبَحْر أَو يعرف
ان الابرنس خذله الله كَانَ قد عمر مراكب واستكثر عدتهَا وعدتها واستجد