وَلما نزلت حررت إِلَى الْمولى الْأَجَل الفاض رِسَالَة فِي الْمَعْنى واستمدت على عادتي مِنْهُ الْحسنى ووصفت الْمَمْلُوك الْمَطْلُوب والغلام المخطوب بأوصاف يتَعَذَّر وجودهَا وَلَا يَفِي بإحضاره يَد عارفة الدَّهْر وجودهَا فسير إِلَيّ فِي جوابها مائَة دِينَار مصرية عَن الْمَمْلُوك عوضا وَقَالَ رَأَيْت تَحْصِيل غرضك مفترضا وَالرَّقِيق الَّذِي أحضر الأسطول مَا فِيهِ مَا يُوَافقهُ مِنْك الْقبُول أجودهم يُسَاوِي عشْرين دِينَارا وَمَا رَأَيْت ذَلِك لَك مُخْتَارًا وَقد أخذت من الدِّيوَان على الْمَمْلُوك خمسين وَمن الخزانة العادلية ثَلَاثِينَ وَمن خاصتي عشْرين فأثمر قلمي بِمَا عف عَنهُ السَّيْف وَمَا ضيعت اللَّبن لما جَاءَ الصَّيف وَلَو أرقت الْأَحْمَر مَا راقني الْأَحْمَر وَطلقت الباتر فأنجب الْقَلَم الأبتر وَإِنَّمَا أَعرَضت عَن ذَلِك مَخَافَة أَن يضْحك مني فِي ذَلِك الْجمع كَمَا ضحكوا من البَاقِينَ وَكُنَّا مِنْهُم بَين الْبَصَر والسمع
يُنْهِي الْمَمْلُوك أَن مَالك الْأَمر أَمر لَهُ بمملوك مَقْبُول وَوَقع بِهِ عَليّ سبي الأسطول وَسبب ذَلِك أَنه أره أَن يضْرب رَقَبَة أفرنجي يَوْم قيدت الأساري من حماة فَقَالَ هَذَا أَوَان كَانَ عبَادَة لفاعلها الْحسنى وَزِيَادَة لكنني غير مُتَعَيّن لَهَا وَلَا أَنا معني بهَا فَدَعْنِي لمشق الصحائف وَلَا تدعني لمشق الصفائح وَأَنا لَا أَمر خلف الصائح وأمري خلف الفصائح وَلَا أقلم ظفرا وظفري بالقلم وَأسر بِالْعلمِ وَلَا أَسِير فِي الْعلم وأوثر الْأَحْيَاء لَا الإماتة وأورث الإفادة لَا الإفاتة وأقتل الذَّم لَا الذمر وأبذل الجم لَا الْجَمْر وأفك الرّقاب لَا أضربها وأكف الْعقَاب وَلَا أقربها واستخدم السيوف وَلَا أقربها وَأَرْفَع السقوف وَلَا أهدمها وأفتي واتجافى وَلَا أجنف وأديم الرقة وَلَا أريق الدَّم وَأكْرم الْوُجُود وأكره الْعَدَم وأدواي الأوداء وَلَا أدوي الْأَعْدَاء وَلم يجر هَذَا كُله وَلَا بعضه وَإِنَّمَا بدا من السُّلْطَان رفضه ومني رفضه وَكَانَ من الْأَمر أَن الإِمَام بدر أَمَام العساكر وَقَالَ أَنا أضْرب رَقَبَة هَذَا الْكَافِر فَضرب وَلم يثن وَمَا أضْرب من لم يثن ثمَّ خرج سُلَيْمَان المغربي صَاحب جرديك حاسرا للكمين مجدا بالجدة ماضي الحدين فخطا إِلَى آخر أخطأه حَتَّى خر والمملوك وَاقِف لَا ناقف وَشَاهد لَا شاهر وعائر