على مَا تعقده الأسجاع وعَلى مَا تستودع الصحائف لَا على مَا تستودع الرّقاع وعَلى مَا تخلص فِيهِ الْقُلُوب لَا على مَا تمذقه الْأَلْسِنَة وتعيه الأسماع فَقلت أَيهَا الصَّباح عَم صباحا وأيها العذب الزلَال لطبت حَتَّى كدت تكون للقرائح مَاء قراحا وأيتها الْغرَّة الصبحية سررت إِلَى أَن كدت تكونين غررا وأوضاحا وأيتها الأنفاس الطّيبَة سريت وطبت إِلَى ان كدت تكونين رياحا ورواحا وأيتها البراعة الرائعة طلت إِلَى أَن كدت تكونين فِي يَد الْعَزْم رماحا وَذَهَبت أصعد وأصوب وأنادي وأثوب وأقوم فِي إلاجابة بل أقعد وأدنو من الخواطر بل أبعد التماسا للجواب واقتباسا من السراب فخانني ومضانه اللماع وأخجلني رجفانه الرواع ثمَّ تحرر فِي نَفسِي أَن أرسل النَّفس على السجية السخية وأجريها على السّنة السّنيَّة وَلَا أعارض بنبأه النابح الشاحج القارح وَلَا بقطفه البغاث خطفه الجارج وَأَقْبل من قلبِي مَا قذف بِهِ من جدوله لَا من بحره وَمَا لَفظه من صدفه لَا من دره وأستعصيها المان وأستعديها عوائد الامتنان وأنتهى بسنا السنان عَمَّا لَا أصل إِلَيْهِ من جنى الْجنان وأسألها أَن لَا تجْعَل نكولي عَن الْوَصْل ذَرِيعَة إِلَى الْمَأْثُور فَلَا تضن عَليّ بالرخيص عَلَيْهَا الغالي عِنْدِي وَلَا تمنعني اتاوة الْأنس الَّتِي تُؤدِّي إِلَى ودي وَغير هَذَا فإنني وَالله حَامِل هما لما تتحمله بسببي قلبا وجسما لِأَن كتبي إِلَى الْمقَام الناصري أعز الله نَصره فِيهَا أساطير الْأَوَّلين الَّتِي تملى بكرَة وَأَصِيلا وَأَحَادِيث الآخرين الَّتِي جوابها أَشد وطأ وأقوم قيلا وَيحْتَاج إِلَى خلاف مَا سيدنَا عَلَيْهِ من جسم متثلم وَأَحْوَالهَا بِخِلَاف ذَلِك فَإِن أشغالها تستنفذ الْأَوْقَات وتستغرقها وتحرج الصُّدُور الرحيبة وتضيقها وَأَنا أجري مجْرى الْخطاب فِي الْحُضُور بالْمقَام الْأَعْلَى وأكررها لِأَن أَولهَا بآخرها ينسى وأعول فِيهَا على مُسَامَحَة تكْثر قليلي وتصحح عليلي واستثبت بحصاها مرجان كلمها ويبدعها بَدَائِع حكمهَا لَا عدمت من حَضْرَة سيدنَا من يواري أوراي ويجلو ليل سيرته أنوار نَارِي
أدام الله أَيَّام الْمجْلس العالي المولوي الأجلي الفاضلي ضاحكة من ثنايا السُّعُود