سالكة ثنايا الصعُود باتكة رِقَاب الْعَدو مالكة هضاب الْعُلُوّ سافكة دِمَاء الحساد هاتكة ذماء الأضداد وَملك أقلامها من الْملك الأقاليم ورزق أقدامه فِي الْخَيْر التَّأْخِير والتقديم وجنب إِلَى جنابها الشَّفِيع آلَاء النَّعيم وَبَين بَين أهل الْكَرم بكرمه المهيب تهلل غرَّة الْخطب البهيم وَلَا بَرحت بحار فواضله مغاصا لفرائد المحامد ورحاب فضائله مغتصة بوفود الْفَوَائِد وحراب نقمه سارقة أنعام الْأَعْدَاء إِلَى معاطن المعاطب بالنكاية والنكال وعراب نقمه سَابِقَة بأعداء أوليائه فِي مَذَاهِب الْمَوَاهِب إِلَى آماد الآمال وَلَا زَالَت أجياد الأجواد لظوق طوعه ملتزمة وجياد الأمجاد على حمى حَمده مقتحمة وألفاظ الفاضلين بمعاني معاليه متزينة وصحائف الصفائح بسور سيرة مدونة وَكتب الْكَتَائِب الإسلامية برقوم النَّصْر من نصل قلمه معنونة مَا حلت ماحل الثرى ثرة الحيا وحيي بهَا مِنْهُ هامدة وشام شَامِل الربَاب للربى حائم حام فَهُوَ من الأقاصي قاصدة وَمَا أجنى غيث عَذَاب ثمار وأنجى غياث من عَذَاب عمار أَعمار مثل الْمَمْلُوك لمثال الممالك قَائِما وثمل من سكر الشُّكْر هائما وَحَام حول حمى حولخ بِوُجُودِهِ لمنته المتحملة لمنته المجملة عادما وعقر سَنَام سنائه نادا من نَادِي الوجل وقرع من سناه بإيهام الْإِبْهَام من الخجل نَادِما ودان لعزته ودنا خَاشِعًا واستعان بعاطفته وعنا خاضعا وَولى وَجهه شطر قبْلَة اقباله وعفر خَدّه إجلالا لِعَظَمَة جَلَاله وفاخر الْفُضَلَاء الْكتاب بفخر فضل كِتَابه وأربى بهمته الْعلية فِي الْمجد على أربابه وتمثل بقول الأول (الْكَامِل)
علمه عنْدك أَن يصعر خَدّه
تيها وأبهة على أَصْحَابه
لمواهب ضاعفن من أَمْوَاله
ومفاوضات زدن من آدابه
فَمَتَى تطلب أَن يقوم بشكر مَا
أوليت أتعب نَفسه بطلابه ...
وَالْبَيْت الثَّانِي جَوَاب قَول الْمولى أَن مكاتباته إِلَى السُّلْطَان تطول وَأَن مسائلها تعول ويشفق على الْمَمْلُوك مِنْهَا وَيعْتَذر إِلَيْهِ عَنْهَا فَلَعَلَّ الْمولى لَا يعلم أَن مَعَانِيه كالأرواح تبْعَث للمملوك قرائحه المدفونة فِي تربة تَرْبِيَته الملحدة فِي قبر صَدره الضّيق بمنكر همه وكير فكرته فَلَا يجلو أصداء خاطره إِلَّا بصيقلها وينقع صدى ضَمِيره إِلَّا من منهلها وَكلما طَال فِي الزكاء طولهَا وَحَال لِلزَّكَاةِ حولهَا وفغم ريا رياضها وأفعم