حتى بين فصحاء العرب وشعرائهم1.

ومهما كان الأمر فقد تمت أوليات الدراسة النحوية في مدينة البصرة وشمل ذلك الفترة التي تمتد من أبي الأسود إلى الخليل بن أحمد. وكانت الكوفة وقتها مشغولة برواية الأشعار والأخبار2.

وفي الفترة بين أبي الأسود والخليل نجد أسماء -مجرد أسماء- وبعض اقتباسات، ولكن لم تصلنا أي مؤلفات، وإن ذكرت التراجم وجودها. ومن أشهر نحاة هذه الفترة يحيى بن يعمر، وعنبسة الفيل، وميمون الأقرن، وعيسى بن عمر الثقفي، وأبو عمرو بن العلاء، وعبد الله ابن أبي إسحاق الحضرمي.

وليس هناك شيء يذكر بالنسبة للثلاثة الأوائل، أما الثلاثة الأواخر فقد ذكرت عنهم كتب التراجم ما يأتي:

عيسى بن عمر الثقفي: كان نحويًّا بصريًّا كفيفًا مولعًا بالغريب: ومما حكي عنه في ذلك أنه سقط ذات يوم في سوق البصرة مغشيًّا عليه، ودار الناس حوله يقولون: مصروع، فبين قارئ ومتعوذ من الجان. فلما أفاق من غشيته أمر الناس أن ينفضوا من حوله بلغة حشاها بالغريب من الألفاظ وحوشي الكلام، حتى إن الناس لم يفهموه، إذ قال لهم: ما لكم تكأكأتم عليَّ كتكأكئكم على ذي جنة. افرنقعوا عني، فعلق أحد الحاضرين بقوله: "إن جنيته تتكلم الهندية"3: ويروى كذلك أنه أنكر وديعة أودعت عنده فضرب بالسياط ليقر فجعل يقول: "والله إن كانت إلا أثيابا في أسيفاط قبضها عشاروك"4. وقد مات عام 149 هـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015