بعد أن ترك كتابين هما "الجامع" و "المكمل" وقد مدحهما الخليل ابن أحمد بقوله:
بطل النحو جميعًا كله ... غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر
ولكن فقد الكتابان ولم يعثر لهما على أثر1.
أبو عمرو بن العلاء: أحد الأعلام في القراءة والنحو واللغة وأحد القراء السبعة. قال فيه أبو عبيدة: "أعلم الناس بالقراءات العربية وأيام العرب والشعر، وكانت دفاتره ملء بيته إلى السقف". وقال فيه يونس: "لو كان أحد ينبغي أن يؤخذ بقوله كله في شيء واحد كان ينبغي لقول أبي عمرو بن العلاء في العربية أن يؤخذ كله". وقد اختلف هو وعيسى بن عمر في قولهم: "ليس الطيب إلا المسك" فكان أبو عمرو يجيز الرفع وعيسى بن عمر ينكره. وحين تحاجا قال أبو عمرو له: "نمت وأدلج الناس. ليس في الأرض حجازى إلا وهو ينصب ولا تميمي إلا وهو يرفع". واحتكما إلى الأعراب فشهدوا لأبي عمرو بن العلاء. وتوفي أبو عمرو عام 154 هـ2.
عبد الله بن أبي اسحاق: سئل عنه يونس فقال: "هو والنحو سواء" ويقال: إنه أول من علل النحو وإنه كان شديد التجريد للقياس والعقل به يقول ابن سلام: "كان أول من بعج النحو ومد القياس والعلل"، ويقول ابن الأنباري. "إنه أول من علل النحو". ولم ينقل عن ابن أبي إسحاق كتاب في النحو لكنه عني بالهمز ومهر فيه حتى كان له فيه كتاب.