17 - لما مات رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اضطرب الناس، فثبت الله الأمة بالصديق، فوقف موقفه العظيم وقال: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وظهر موقفه العظيم في سقيفة بني ساعدة حيث استطاع أن يقنع الأنصار بما رآه وهو الحق، من غير أن يعرض المسلمين للفتنة، فأثنى على الأنصار ببيان فضلهم من الكتاب والسنة والثناء.
18 - بايع سعد بن عبادة الصديقَ بالخلافة في أعقاب النقاش الذي دار في سقيفة بني ساعدة؛ إذ أنه نزل عن مقامه الأول في دعوى الإمارة وأذعن للصديق بالخلافة، وكان ابن عمه بشير بن سعد الأنصاري أول من بايع الصديق بالخلافة في اجتماع السقيفة، ولم يثبت النقل الصحيح أية أزمات لا بسيطة ولا خطيرة ولم يثبت أي انقسام أو فرق لكل منها مرشح يطمع في الخلافة، كما زعم بعض كتاب التاريخ، ولكن الأخوة الإسلامية ظلت كما هي بل ازدادت توثقًا، كما يثبت النقل الصحيح.
19 - وردت أحاديث نبوية شريفة أشارت إلى خلافة الصديق، وأجمع أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا على أن أحق الناس بالخلافة بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبو بكر الصديق، لفضله وسابقته ولتقديم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إياه في الصلوات على جميع الصحابة، وقد فهم أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مراد المصطفى -عليه الصلاة والسلام- من تقديمه في الصلاة، فأجمعوا على تقديمه في الخلافة.
20 - الخلافة الإسلامية هي المنهج الذي اختارته الأمة الإسلامية وأجمعت عليه طريقة وأسلوبًا للحكم، تنظم من خلاله أمورها وترعى مصالحها، وقد ارتبطت نشأة الخلافة بحاجة الأمة لها واقتناعها بها، ومن ثم كان إسراع المسلمين في اختيار خليفة
لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فالخلافة هي نظام حكم المسلمين، وقد استمدت أصولها من دستور المسلمين في القرآن الكريم ومن سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد تحدث الفقهاء عن أسس الخلافة الإسلامية فقالوا بالشورى والبيعة، وهما أصلان قد أشير إليهما في القرآن الكريم.
21 - تحدث العلامة أبو الحسن الندوي عن شروط خلافة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومتطلباتها، وقد أثبت بالأدلة والحجج من خلال سيرة الصديق بأن أبا بكر كان شروط خلافة