13 - شهد أبو بكر مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المشاهد كلها ولم يفته منها مشهد، وثبت مع رسول الله يوم أحد حين انهزم الناس، ودفع إليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رايته العظمى يوم تبوك وكانت سوداء.

14 - كانت حياة الصديق في المجتمع المدني مليئة بالدروس والعبر، وتركت لنا نموذجًا حيًّا لفهم الإسلام وتطبيقه في دنيا الناس. وقد تميزت شخصية الصديق بصفات عظيمة ومدحه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أحاديث كثيرة وبيَّن فضله وتقدمه على كثير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

15 - كان إيمان الصديق بالله عظيمًا، فقد فهم حقيقة الإيمان وتغلغلت كلمة التوحيد في نفسه وقلبه، وانعكست آثارها على جوارحه، وعاش بتلك الآثار في حياته فتحلى بالأخلاق الرفيعة، وتطهر من الأخلاق الوضيعة، وحرص على التمسك بشرع الله والاقتداء بهديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان إيمانه بالله باعثًا له على الحركة والهمة والنشاط والسعي والجهد والمجاهدة والجهاد والتربية والاستعلاء والعزة، وكان في قلبه من اليقين والإيمان شيء عظيم لا يساويه فيه أحد من الصحابة.

16 - كان الصديق من أعلم الناس بالله وأخوفهم له، وقد اتفق أهل السنة على أن أبا بكر أعلم الأمة، وحكى الإجماع على ذلك غير واحد، وسبب تقدمه على كل الصحابة في العلم والفضل ملازمته للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فقد كان أدوم اجتماعًا به ليلاً ونهارًا وسفرًا وحضرًا، وكان يسمر عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد العشاء يتحدث معه في أمور المسلمين، وقد استعمله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أول حجة حجت من مدينة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعلم المناسك أدق ما في العبادات، ولولا علمه لم يستخلفه، ولم يستخلف غيره لا في حج ولا في صلاة، وكتاب الصدقة التي فرضها رسول الله أخذه أنس من أبي بكر، وهو أصح ما روي فيها، وعليه اعتمد الفقهاء وغيرهم في كتابة ما هو متقدم منسوخ، فدل على أنه أعلم بالسنة الناسخة والمنسوخة، ولم يحفظ له قول يخالف فيه نصًا، وهذا يدل على غاية البراعة والعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015