- رضي الله عنه -: يا خليفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: والله لتركبن أو لأنزلن، فقال: والله لا تنزل ووالله لا أركب، وما عليَّ أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة (?).
ثم قال الصديق - رضي الله عنه - لأسامة - رضي الله عنه -: إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل. فأذن له (?)، ثم توجه الصديق - رضي الله عنه - إلى الجيش فقال: يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:
لا تخونوا ولا تُغِلوا ولا تغدروا ولا تمثِّلوا (?)، ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منه شيئًا بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقوامًا قد فحصوا (?) أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فأخفقوهم (?) بالسيف خفقًا. اندفعوا باسم الله (?).
وأوصى الصديق أسامة -رضي الله عنهما- أن يفعل ما أمر به النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائلاً: اصنع ما أمرك به نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ ابدأ ببلاد قضاعة ثم إيت آبل (?) ولا تقصرن في شيء من أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا تعجلن لما خلفت عن عهده. (?) ومضى أسامة - رضي الله عنه - بجيشه، وانتهى إلى ما أمر به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من بث الخيول في قبائل قضاعة والغارة على آبل فسلم وغنم (?)، وكان مسيرة ذاهبًا وقافلاً أربعين يومًا. (?)
وقدم بنعي رسول الله على هرقل وإغارة أسامة في ناحية أرضه خبر واحد، فقالت الروم: ما بال هؤلاء يموت صاحبهم ثم أغاروا على أرضنا (?)؟ وقال العرب: لو لم يكن