وأنشد الأصمعي (?) فقال:
ولكني أحب بكل قلبي ... وأعلم أن ذاك من الصواب
رسولَ الله والصديقَ حبًّا ... به أرجو غدًا حسن الثواب (?)
3 - الصاحب:
لقبه به الله -عز وجل- في القرآن الكريم: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:40].
وقد أجمع العلماء على أن الصاحب المقصود هنا هو أبو بكر - رضي الله عنه - (?) فعن أنس أن أبا بكر حدثه فقال: قلت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه!! فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟». (?)
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] فإن المراد بصاحبه هنا أبو بكر بلا منازع (?)، والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة، ولم يشركه في المنقبة غيره. (?)
4 - الأتقى:
لقبه به الله -عز وجل- في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى} [الليل: 17]، وسيأتي بيان ذلك في حديثنا عن المعذبين في الله الذين أعتقهم أبو بكر - رضي الله عنه -.