يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة وقالت: اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي. (?) ولا مانع للجمع بين بعض هذه الأقوال؛ فأبو بكر جميل الوجه، حسن النسب، صاحب يد سابقة إلى الخير، وهو عتيق الله من النار بفضل بشارة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له. (?)
2 - الصدِّيق:
لقبه به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ففي حديث أنس - رضي الله عنه - أنه قال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صعد أحدا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم فقال: «اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان». (?)
وقد لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي هذا تروي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فتقول: لما أسري بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس! قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!! قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر: الصديق. (?)
وقد أجمعت الأمة على تسميته بالصديق لأنه بادر إلى تصديق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولازمه الصدق فلم تقع منه هناة أبدًا. (?) فقد اتصف بهذا اللقب ومدحه الشعراء، قال أبو محجن الثقفي:
وسُميت صديقا وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسًا في العريش المشهر (?)