تجهيز جيش أسامة - رضي الله عنه - يوم السبت قبل موت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيومين، وكان ابتداء ذلك قبل مرض النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فندب الناس لغزو الروم في آخر صفر ودعا أسامة - رضي الله عنه - فقال: «سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش» (?) وطعن بعض الناس في إمارة أسامة - رضي الله عنه - فرد عليهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقًا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده». (?)

ومرض النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد البدء بتجهيز هذا الجيش بيومين واشتد وجعه عليه الصلاة والسلام فلم يخرج هذا الجيش وظل معسكرًا بالجرف (?) ورجع إلى المدينة بعد وفاة النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (?)، وتغيرت الأحوال مع انتقال الرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى رحمة ربه، وصارت كما تصف أم المؤمنين عائشة الصديقة -رضي الله عنها- بقولها: لما قبض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ارتدت العرب قاطبة واشرأب (?) النفاق. والله قد نزل بي (?) ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها (?)، وصار أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كأنهم معزي (?) مطيرة في حش (?) في ليلة مطيرة بأرض مسبعة. (?) (?)

ولما تولى الخلافة الصديق أمَّر - رضي الله عنه - رجلاً في اليوم الثالث من مُتَوَفَّى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن ينادي في الناس: ليتم بعث أسامة - رضي الله عنه -، ألا لا يبقين بالمدينة أحد من جند أسامة - رضي الله عنه - إلا خرج إلى عسكره بالجرف (?)، ثم قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس: إنما أنا مثلكم وإني لا أدري لعلكم تكلفونني ما كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يطيق، إن الله اصطفى محمدًا على العالمين، وعصمه من الآفات،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015